ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه الأحوال الرئاسية بعضها البعض لا فرق بين نظام مبارك ونظام محمد مرسى فى خطابهم للمعارضة فالملك هو الملك بأدواته وحاشيته وحتى أفكاره أقول هذا بمناسبة دعوة الدكتور مرسى لقوى المعارضة لما يعرف باسم «الحوار الوطنى»، وهو نفس المصطلح الذى استخدمه نظام مبارك، وكان مهندسه صفوت الشريف، والآن يتكرر نفس السيناريو مع نظام محمد مرسى بعد الكوارث التى ورطنا فيها هذا الرئيس وحاشيته، وتسببت فى تدمير الأمة، وليس تقسيمها والدليل ما حدث الأيام الماضية وآخرها الجمعة الماضية أمام قصر الاتحادية وفى محافظات مصر.
وفكرة «الحوار الوطنى» ليست بجديدة، خاصة فى سبب الدعوة إليها، فالرئيس المخلوع استخدمها فى الماضى للضحك على المعارضة وتضييع الوقت، وهو ما يفعله الرئيس مرسى الآن، والدليل أنه حتى الآن لم يستجب لمطالب المعارضة ويرضخ لما تنادى به وهو إلغاء الإعلان الدستورى الأسود ووقف كل الإجراءات التى اتخذتها الجمعية التأسيسية، ودستورها الذى تم تفصيله لصالح جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية الأخرى، وهو الشرط الذى طالبت به جموع الشعب المصرى وقيادات المعارضة الحقيقية كالدكتور البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وأحزاب المعارضة الكبرى وجميعهم رفضوا الاستجابة لدعوة الرئيس الإخوانى حتى يعلن إسقاطه لإعلانه الأسود.
البعض يراهن على أن الرئيس الذى ظهر فى خطابه لا يبالى بالمعارضة، ولن يتراجع عن إعلانه لأنه لم يأخذ الإذن من مرشده وهو ما يعنى أن الحوار الوطنى لن يكون سوى «حمار وطنى» لن يخرج بنتيجة لأن الرئيس ليس لديه أجندة، وهو ما جعل قيادات المعارضة الكبرى ترفض هذا الحوار ما لم يتراجع مرسى عن إعلانه ودستوره، ولم يلب حتى الآن سوى قلة من المعارضين الذين سوف يفاجأون بأن الرئاسة تضع العراقيل أمام طرق الخروج من الأزمة وستكون نتائج الحوار الوطنى مع مرسى هى نفس النتائج مع المخلوع.
والحل كما يراها العقلاء فى هذه الأمة هو العودة لما قبل الإعلان الدستورى وعودة مليشيات الإخوان إلى ثكناتها ووقف سيطرة مكتب الإرشاد على مكتب الرئاسة، ولو حدث هذا فإن نجاح الحوار الوطنى مضمون بنسبة كبيرة، فالجميع يرى أن ما يحدث فى مصر، خاصة فى محافظاتها هو مقدمة لحرب أهلية وتقسيم البلاد وتفتيتها ومشاهد «إعلان جمهورية المحلة الكبرى» أكبر دليل على أن مرسى وجماعته يفكرون بنفس منطق حماس وهو تقسيم مصر إلى 600 حتة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة