وصلنا حافة الهاوية وأطلق الشيخ «أبوإسلام» أحمد عبدالله سلاحا محرما أخلاقيا، عندما طلب من «باسم يوسف» أن يلبس النقاب، لأنه على حد وصفه «أحلى من ليلى علوى»، واستخدم كلمة «أحلى» وليس «أجمل» لما فيها - إذا ما أطلقت على الرجال - من إيحاءات غريزية يعف اللسان عن ذكرها، خصوصا من رجل يحمل لقب «إسلام»، وأطلق لحيته البيضاء دلالة على الوقار والاحترام والتقوى، فضرب بكل ذلك عرض الحائط وداس قيما ومبادئ، كان من المفترض أن يكون أول من يصونها ويحافظ عليها، ليقدم مثلا حيا لأخلاق الإسلام والمسلمين فى أدب الحديث وعفة الحوار، أسوة بالرسول الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
فى رأيى أن الهجوم الضارى على «باسم يوسف» ليس بسبب سخريته أو تعليقاته اللاذعة، وإنما للألفاظ والتعبيرات التى اختارها من أفواه الشيوخ أنفسهم، وانتقاها ووضعها جنب بعضها، فكانت أقوى من أى سخرية وأفظع من أى تعليقات، وجاءت على طريقة «شر البليه ما يُضحك»، ولم يكن كلام المشايخ الذى أذاعة فى حلقات برنامجه «البرنامج» يحتاج أى تعليق منه، فقد قاموا بهذه المهمة بأنفسهم، وتركوا فى نفوس المشاهدين للبرنامج حالة من الضحك، الممزوج بالأسف والأسى والحزن والخوف، على مصر ومصيرها ومستقبلها إذا ما استكمل هؤلاء عملية السيطرة على البلاد، وأشاعوا تلك الأفكار التى تحرق الأخضر واليابس.
استغل «باسم يوسف» حادث الاتحادية وقام باختيار اللقطات المثيرة والعبارات المسيئة من بعض البرامج على القنوات الدينية، وجاءت وراء بعضها كطلقات الخرطوش، فقد ظهر أحد الشيوخ قائلا «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، وشاب ملتح يمسك فى يده علبة صغيرة وجدها فى الخيام ويصرخ بأعلى صوته «جبنة نستو يا معفنين» وكأنه قد ظفر بغنيمة من الكفار، وثالث «علبة فول أمريكانا يا عملاء»، وشيخ تليفزيونى مشهور يقول «لقد ضبطنا فى خيام المعتصمين واقى ذكرى ولولب»، وآخر يؤكد بثقة «وجدنا مُطهر مهبلى تستخدمه النساء بعد الجماع لمنع الحمل»، ثم جاءت المفاجأة عندما قال شاب ملتح «لم يكن فى الخيام نساء معتصمات»، ويعقّب آخر «كانوا شواذ فى الخيام وفروا أمامنا كالجرذان».. وهكذا وصلت السخرية ذروتها فى اللقطات التى تم انتقاؤها بمجهود ضخم، وكانت أقوى وأشد تأثيراً من أى شىء آخر.
نحن إذن أمام مشكلة مزدوجة مزعجة وخطيرة هى «تدنى لغة الخطاب الدينى» و«انفلات أسلوب الحوار السياسى»، وأنتجا خلطة دينية سياسية رديئة تسىء إلى الدين والسياسة معا، وتجسدت بشكل مأساوى ليس فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى فقط، ولكن أيضا فى الخطب والأغانى والشعارات والصور التى استخدمها المعتصمون ضد الإعلاميين، وفيها قدر كبير من الشتائم والتشويه بنفس أسلوب «نقاب باسم يوسف»، وإذا تم تعميم هذا السلاح فى المعارك الإعلامية، فلن تنجو سمعة من التلويث ولن يسلم شرف رفيع من الأذى، فهذا الأسلوب يماثل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المحرمة التى يتم استخدامها فى الحروب.
إننا أمام فتنة خطيرة تهيئ الأجواء للاغتيالات الجسدية والمعنوية، خصوصا إذا اعتنق هذه الأفكار أعداد من الشباب العنيف الذين رأيناهم فى المظاهرات والاعتصامات، والأخطر أن يقودهم شيوخ ورجال دين يملأون عقولهم بأفكار أكثر عنفا، ويزعمون غيرتهم على الإسلام بينما يرتكبون أفعالا تسىء إلى الإسلام وتشوه صورته وتفرق قتلى المظاهرات بين الجنة والنار، وكأنها حرب بين الكفار أعداء الله والمؤمنين المدافعين عن الإسلام، وفى الحرب يتراجع صوت العقل أمام الهوس والصخب والضجيج، والمؤكد أن المواجهة لن تقف عند حد «نقاب باسم يوسف».
عدد الردود 0
بواسطة:
ashrafishak
اصبت كبد الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم سعد
نريد التطهير
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو محمود
الله ينور عليك
الله ينور عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
أســتاذ كــــرم جــــــــــــــبر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى حسن
فكرتني بالفيديو
عدد الردود 0
بواسطة:
الى سعيد متولى و رفاقه
التعليق 4 بواسطة: ســعيد متولـى
عدد الردود 0
بواسطة:
المحاسب
تااااااااانى
تااااااااااااااانى كرم جبر المفروض حد غيره يتكلم
عدد الردود 0
بواسطة:
الى سعيد متولى و رفاقه
التعليق 4 بواسطة: ســعيد متولـى
عدد الردود 0
بواسطة:
yaser-egy
الي تعليق 4 سعيد متولي
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمشl
يا أمه ضاع بها الحق