لا أدرى هل نحزن أم نفرح مع انطلاق المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور؟ كنا نتمنى أن يكون يوم الاستفتاء عيداً لكل المصريين يفرحون فيه بأول دستور يكتبونه بعد ثورة عظيمة أطاحوا فيها بالديكتاتور الفاسد، وقرروا لأول مرة مصيرهم فى انتخابات حرة، لكن ما حدث وما هو معروف لدينا جميعاً أن فصيلاً سياسياً واحداً اختطف الجمعية التأسيسية، وبالتالى انفرد بوضع دستور لا يحظى بالتوافق الوطنى.
تحول يوم الاستفتاء، العيد الذى كنا نتمناه إلى يوم حزين، يخرج فيه المواطن إلى التصويت بروح انتقامية وهو يرى مخالفيه فى الرأى أعداء لا يراعون مصلحة الوطن ولا مستقبله، وينتظر النتيجة بفارغ الصبر ليعرف هل انتصر فى معركة المصير أم تلقى الهزيمة التى تستوجب الاستعداد للثأر!
فى جميع الأحوال وأيا كانت نتيجة الاستفتاء، لن يتحقق الاستقرار المنشود، وبالتالى لن يمكننا العمل معا والبناء لصالح بلدنا، لأن الارتقاء الذى نتمناه لبلدنا لا يتحقق ولدينا فريق منتصر يتطاوس فرحا بانتصاره وكأنه حرر القدس، وفريق مهزوم يغلى أنصاره برغبتهم فى الثأر، الأمر الذى سينعكس فى المليونيات والاحتجاجات عند سن القوانين بناء على هذا الدستور فى حال تمريره، أو عند تشكيل الجمعية التأسيسية الجديدة فى حال رفضه.
ما الذى أوصلنا إلى هذا الاستقطاب والانقسام؟ من المسؤول عن ضياع فرحنا بالدستور وضياع صيغة التوافق الوطنى الصالحة للاستمرار والبناء عليها؟ أعتقد أن الرئيس محمد مرسى وإدارته السياسية هو المسؤول الأول عما وصلنا إليه من انقسام، بعد أن ضيع الفرصة تلو الأخرى للتحول من فكر المغالبة إلى خيار المشاركة، ودخل فى منافسة سياسية مع المعارضة وكأنه يسعى إلى كسر إرادتها، غافلاً عن أولويات المرحلة الراهنة التى تستوجب حشد جميع القوى الوطنية للخروج من المرحلة الانتقالية إلى بناء المستقبل.
هل نستطيع إذن أن نبنى أى شىء فى المستقبل فى ظل حالة الانقسام الحالية؟ وهل هناك حل للخروج من هذه الحالة المدمرة؟ الظاهر حتى الآن أن حالة الانقسام التى يمر بها البلد هى عقيدة وفكر للنظام الحاكم، ولن يحدث تغيير إلا إذا غير رجال النظام الحاكم ما فى نفوسهم.. يارب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة