قال الله تعالى «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ»..
الله عليم قدير يعلم كل ما فى الوجود المرئى وغير المرئى ويحيط علما بكل ما هو ظاهر وباطن ويعلم السرائر والأفكار والخواطر ويعلم ما هو واقع وما سوف يقع وهو بكل سر عليم، إنه يحيط بكل شىء، إنه علام الغيوب وشهيد عليها، إنه النور الحق المبين، سبحانه وتعالى أضاء السموات والأرض بعلمه وبكمال ذاته وبحكمته الأزلية.
الكل يقف حائرا مبهورا بأنوار علمه وكمال قدرته، خلق الكون وقدر مقاديره فأبدع فسبحان الخلاق العظيم. قالت الملائكه «لا علم لنا إلا ما علمتنا» فبدون أنواره الكل أعمى متخبط وبأنواره يسير الخلق على الهدى ويعرفون الحق والسعادة ويسجدون غبطة بالقرب وبالأنوار وبالمعرفة.
الله العلى الحكيم القادر القدير يمد أهل السماء والأرض بالمعارف والأنوار فأهل السماء من الملائكة يسجدون سمعا وطاعة ولا يخالفون ما يؤمرون وسعادتهم هى فى الطاعة والأمل فى مزيد من القرب، أما البشر فهم خلق مختلف خلقهم رب الأكوان كلها سبحانه وتعالى أطوارا ومدهم عن طريق الأنبياء بالعلوم النورانية التى تهديهم إلى الرشاد، ومد كل طور من البشر بما يتفق مع قدراتهم ومع الزمن المخلوقين فيه، وكان الإسلام هو الرسالة الخاتمة ومع الرسالة الخاتمة جاء الإنسان الكامل الذى جاء بنور السماء إلى الأرض ليبدد الظلام «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».
لقد جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة من الله الرحمن الرحيم للبشرية جمعاء، «كذلك أرسلناك فى أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذى أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربى لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب» «الرعد».. فالتوحيد نور يجعل العبد المؤمن بصيرا ظاهرا وباطنا.
النور الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم يغذى الأرواح فتتحرر من عبودية المادة والمال والتعلق بكل ما هو فان وتسعى لتعود إلى عالمها الحقيقى والأزلى وتتعلم النفوس الحب الحقيقى «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله يغفر لكم ذنوبكم» قال سيد الخلق أجمعين عليه الصلاه والسلام «حبل الله هو القرآن» أى أن المتمسك به لا يضل طريقه إلى رب العزة، وهذا مطلب وأمل كل إنسان سوىّ مخلص وصادق فى مسعاه لنيل رضا رب العباد الملك القدوس السلام الرحمن الرحيم.
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
جزاك الله خيراً، وهناك تصحيح لخطأ مطبعي في كتابة الآية وهو
عدد الردود 0
بواسطة:
هبة
لو يعلمون