لعل الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى أمس 22/11/2012 يوضح السذاجة السياسية والخيبة الوطنية لأولئك الذين تحالفوا معه وأيدوه فى انتخابات الإعادة من بعض الليبراليين والناصريين واليساريين، فالرجل، بهذا الإعلان قد منح نفسه صلاحيات شبه إلهية. (إنه لا يُسأل عما يفعل) وفقاً لهذا الإعلان الدستورى المشبوه!
صحيح أنه قرر إعادة محاكمات قتلة الثوار، وهو أمر جيد لا ريب، حتى نعرف بالضبط من تولى قتل أكثر من ألف شهيد وإصابة نحو 5000 شاب وشابة، لكنه قام بعملية سطو منظم على مؤسسات الدولة، فأصبح هو المشرّع والمنفذ والقاضى، الأمر الذى لم يحدث قط منذ رمسيس الثانى!
لقد أثبت الرئيس مرسى أنه ابن بار لجماعة الإخوان المسلمين التى تلهث لتدمير أجهزة الدولة الوطنية المصرية من أجل ما يسمى (الأمة الإسلامية)، فالوطن ليس ذا أهمية عند هذه الجماعة بكل أسف، ومصالح أهل باكستان وأفغانستان أهم لديهم من مصالح أقباط مصر على سبيل المثال، لأنهم مسلمون، على الرغم من أن هؤلاء الباكستانيين والأفغانيين يقيمون فى بلدان تبعد عنا بأكثر من 4000 كيلو متر!
لا أعرف كيف سيتعامل أولئك الذين وقفوا بجوار الرئيس مرسى فى فندق فيرمونت ليدعموه ويعضدوه ضد أحمد شفيق، باعتبار أن الدكتور يمثل الثورة، والفريق يمثل الثورة المضادة، لكنهم لم ينتبهوا للأسف إلى أن الإخوان المسلمين هم الوجه الملتحى لنظام مبارك من حيث التوجهات السياسية والانحيازات الاجتماعية والطمع فى الاستحواذ على السلطة.. كل السلطة! وبالتالى لم يكن هناك فرق بين مرسى وشفيق، وها هى قرارات الرئيس وتوجهاته منذ أن تولى المنصب الأهم تؤكد أن الرجل أبعد ما يكون عن الثورة وأحلام الملايين فى حياة حرة وعادلة وكريمة! وأنه ابن وفى لنظام مبارك مثلما هو ابن مخلص لجماعة الإخوان.
أرجو ألا تظن أن رفضى لاختيار مرسى رئيسًا كان يعنى تأييد الفريق الهارب، بل طالبت آنذاك بمقاطعة الانتخابات، والعمل فورًا على تأسيس حزب ثورى حقيقى يضم تحت رايته العمال والفلاحين وصغار الموظفين والسياسيين الشرفاء الذين يحلمون ببناء دولة مصر قوية يسودها العدل والحرية والإنصاف والجمال.
لذا لا بأس من إعادة نشر بعض ما كتبته هنا فى هذا المكان بتاريخ 12/6/2012 تحت عنوان (المقاطعة هى الحل)، حيث قلت بالنص عشية انتخابات الإعادة: (اختيار شفيق إهانة للثورة ولدماء الشهداء، واختيار مرسى إهانة للحضارة المصرية والدولة المدنية الحديثة بآدابها وفنونها وأفكارها التنويرية، لذا فالمقاطعة هى الحل، والشروع فى بناء الحزب الثورى هو الطريق الوحيد للمستقبل الواعد بإذن الله).
والآن بعد أن أصدر الرئيس مرسى أمس إعلانه الدستورى المعيب.. ما رأى النخبة الساذجة التى أيدته فى فندق فيرمونت؟
عدد الردود 0
بواسطة:
شمس
اتق الله وبلاش كذب
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
ليتهم يسمعوك
لكنهم قوم لايعقلون...
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح
النخبه الساذجه
المفروض ان حضرتك اللي بتفهم عن النخبه الساذجه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الفتاح
حقد وغل اعمي
عدد الردود 0
بواسطة:
nOOr
إلى 1،3،4