أحمد بان

قبل أن يضيع الوطن

الجمعة، 23 نوفمبر 2012 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صرخة مواطن شارك فى ثورة 25 يناير، وطاولت أحلامه عنان السماء عشية تنحى المخلوع، لتصطدم بصخرة التعديلات الدستورية فى مارس، وينزف ما تبقى لديه من أمل، مع كل المشاهد العبثية التى مر بها قطار الثورة حتى محطته الأخيرة فى ذكرى مرور عام على أحداث محمد محمود.

نداء لكل الأحرار، الذين اصطفوا معا نسيجا واحدا فى يناير، الوطن يضيع، أحلام الشهداء تموت، نواجه تحديات قد تهدد وجود الدولة.

أولها سياسى يتعلق بتمزق شركاء يناير بين إسلاميين فى الحكم، ومعارضة بكافة أطيافها، ليبرالية ويسارية، وقومية وغيرها، خلافات صنعها غياب التوافق فى كتابة أهم وثيقة، يفترض أن تحكم حياتنا لعقود، بل وربما لقرون إن أحسنوا صناعتها، إضافة إلى بنيان وزارى، بعيد تماما عن روح الثورة ومشروعها فى التغيير، كيان بائس يفتقر للرؤيا السياسية أو حتى مهارات التكنوقراط، وبرلمان غائب، ومحافظون بلا خطة أو صلاحيات، ورئيس مرتبك بين خيارات الثورة والسياسة، إذن كل البناء السياسى لم يستقر بعد، وفى ظل حالة من الاستقطاب والتنازع السياسى، لم تعرفه مصر فى تاريخها.

ثانى تلك التحديات هو الاقتصاد المتدهور، وهو ما تعبر عنه أرقام تتحدث عن موازنة الدولة التى ضمت أربعة أقسام، الربع الأول يذهب لخدمة الدين المحلى البالغ 1200 مليار جنيه بفائدة تتراوح بين 12 و16%، والربع الثانى يذهب لدعم الطاقة والسلع الأساسية ، والآخر يذهب لدفع رواتب ستة ملايين موظف فى الجهاز الحكومى للدولة، أما الربع الأخير فيذهب لمواجهة واجبات الدولة الأصلية من تعليم وصحة وطرق وإسكان وخلافه.

لدينا عجز فى الموازنة العامة للدولة، تقدر بمبلغ 138 مليار جنيه، ويبدو أن هذا التقدير متفائل حيث أعلنت الحكومة أن العجز فى الربع الأول من هذا العام بلغ 50 مليار جنيه، مما قد يشير إلى أن العجز ربما يصل إلى 170 مليار جنيه، معنى ذلك ببساطة وفى ظل تدهور نسب النمو، أن مصر قد تواجه خطر الإفلاس مثل اليونان مع فارق بسيط أن اليونان حصلت على دعم القارة الأوروبية، بينما نحن لن يدعمنا أحد.

التحدى الثالث، هو التهديد الذى يواجه الأمن القومى المصرى، والمتمثل فى سيناء وخطر حدوث هجرات جماعية، تحت مطارق هجوم واسع على غزة، بهدف تحقيق خطة قديمة، تهدف لتوطين فلسطينيو غزة بأراضيها، فضلا عن خطر توسع الجماعات التكفيرية وجيوب القاعدة فى ظل غياب السيطرة الناتجة عن التواجد الضعيف لجيشنا، بسبب اتفاقية العار (كامب ديفيد)، وبطبيعة الحال لازالت مشكلة مياه النيل ،وتواجد مصر فى محيطها الحيوى فى أفريقيا، بلا أى تقدم بما يصنع حالة من الانكشاف الاستراتيجى العام، هو نتاج غياب أى نظرية تحكم الأمن القومى المصرى، طوال العقود الأربعة الماضية.

تلك الأخطار الثلاثة تتوسل إليكم أن تنتبهوا لحجم الكارثة المتوقعة، وفى ظل تحديات تستلزم رص الصفوف ومواجهة مسئولياتنا أمام أرواح الشهداء الذين سقطوا ومازالوا يسقطون، سواء فى معركة انتزاع الحرية، أو فى معارك المصريين اليومية للبقاء على قيد الحياة، ومحاولة الإفلات من مناجل الموت إهمالا أو إجراما، وأمام الأجيال القادمة التى لن تغفر لنا هذا العبث بمقدرات وطن كبير، تولى أمره الصغار فلم يحفظوه.
من أجل الأمهات الثكالى، الذين جادوا بأرواح أبنائهم، أملا فى مستقبل لهذا الوطن، من أجل من يموتون فى حافلة ركاب أو على قضبان القطارات، لأن السادة الحكام منشغلون بمعارك الدستور والسياسة.

توحدوا لمرة واحدة، حول مالا يجوز فيه الخلاف، لإنقاذ هذا الوطن من مصير مرعب، عودوا لرشدكم وتجردوا لمرة واحدة، وغلبوا العقل والضمير، قبل أن يضيع الوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة