رمضان العباسى

حتى لا تصبح اللحية بديلاًً لكارنيه الحزب الوطنى

الجمعة، 05 أكتوبر 2012 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاءت الأقدار خلال الأسابيع الماضية أن أعيش فى دهاليز البيروقراطية والروتين المعتاد مثل كل أبناء محافظتى كفر الشيخ، التى كان يطلق عليها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر محافظة الأمل ولكن الواقع يؤكد أنها أصبحت محافظة اليأس بلا منازع، تعانى من كل شىء، ويفرض عليها كل شىء بما فيهم المحافظين قبل الثورة وبعدها، وكأن هذا المنصب محرم على أبنائها، فعند الانتقال من مدينتى مطوبس إلى مقر المحافظة فى كفر الشيخ تشاهد علامات الإحباط والوجوم تخيم على المسافرين وكأنهم ذاهبون بالإكراه إلى مكان لا يتمنونه ولا يرغبون فيه.

فالطريق وحده يكفى لإصابتك بكل أمراض العمود الفقرى والمناظر التى تشاهدها تروى حياتك بالضجر والملل، وعند الذهاب إلى إنجاز أوراقك وخلال اللف والدوران بين المكاتب يكتمل مشهد المعاناة وتصاب بالجزع عندما تجد أن اللحية أصبحت بطاقة الواسطة الجديدة، وكأنها الوريث الشرعى لكارنيه الحزب الوطنى، فقد أصيب المراجعون بالدهشة عندما لاحظوا أن أصحاب اللحى ومن على شاكلتهم يدخلون ويخرجون وينجزون، والمراجعون واقفون لا حول ولا قوة لهم، وكأن اللحية أصبحت مصدر رعب أو سلطة فى حد ذاتها ولم تعد سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإلزاماً لصاحبها بتطبيق أحكام الدين والقانون والتحلى بالسلوك القويم.

نتمنى أن يكون أصحاب اللحى وغيرهم ممن يدَّعون التمسك بالدين قدوة حسنة فى الالتزام، وألا تصبح اللحية كارنيه لحزب وطنى جديد و"سبوبة" بعيداً عن القانون، مثلما كانت تفعل عضوية الحزب الوطنى التى كانت تكفى فى كثير من الأوقات لإنقاذ صاحبها من كل الآثام وإخراجه من الاتهامات مثل الشعرة من العجين، بينما يذهب المعارضون والمغضوب عليهم فى عهد النظام البائد إلى دائرة المعاناة والذل والإهانة، وكان على رأسهم فى ذاك الزمان أصحاب اللحى والإخوان وغيرهم.

نخشى أن تحول هذه الممارسات اللحية من سنة عن الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام، وتقرباً إلى الله إلى مصدر للشبهات وإساءة واستغلال للدين، فالمصيبة تكون أشد وأعظم عندما تأتى ممن يرتدون ثوب الالتزام، والضلالة تكون أشد ألماً عندما تأتى من تحت العمامة أو من صاحب لحية يدعى التدين، فلا يعقل أن يتخطى شخص المراجعين لمجرد أنه ملتحٍ أو عضو فى هذه الجماعة أو تلك ويتم تجاهل الآخرين، لأن ذلك سيدفع الناس لإطلاق اللحية لإنجاز معاملاتهم ومصالحهم وليس تديناً وتقرباً ًإلى الله، مثلما كان يلجأ البعض للحصول على عضوية الحزب الوطنى للاستفادة منه رغم بغضه له.

نتمنى أن تكون هذه السنة خالصة لوجه الله وحباً فى رسوله، فليس أبناء كفر الشيخ وغيرهم من المصريين فى حاجة إلى كارنيهات ومحسوبيات جديدة ويكفيهم ما يعيشونه من آلام ومكدرات فى تحركاتهم وإنجاز معاملاتهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة