غدا يحل عام على ثورة 25 يناير، الثورة كانت حدثاً عاما ومهما فى تاريخ مصر والمصريين، حيث إنها قد أسقطت رأس الدولة وأصبح الآن رهن المحاكمة فى أول سابقة فى التاريخ المصرى القديم والحديث، ومعه قد أسقطت حاجز الخوف لدى المصريين، ذلك الحاجز الذى قد توارثناه منذ الفراعنة، وظل متوارثا حتى يناير 2011، ومع ذلك وللأسف فما زال النظام القديم المباركى قابعاً ولا يريد أن يخلى مكانه لنظام ثورى جماهيرى يليق بالثورة ليحققها ويؤكدها على أرض الواقع، وذلك لأن الثورة بوحدتها وتوافقها ومسارها قد توقفت بكل هذا عند 19 مارس الماضى يوم أن حدث ذلك الاستقطاب السياسى والحزبى والطائفى بسبب خطة الطريق التى مكنت فصيلا بذاته من اختطاف الثورة بعوامل كثيرة وبظروف متعددة. وعند ذلك وبعدما كان الشعار المطروح، الذى كان يعبر عن المعطيات السياسية حينذاك هو الشعب والجيش إيد واحدة- أصبح الواقع السياسى يعبر عن مقولة «اخطف واجرى» وفى ضوء ذلك تم اختطاف المجلس التشريعى، ومن الواضح أنه سيتم اختطاف باقى المؤسسات التى تمثل الشرعية الدستورية من قبل التيار الإسلامى، فى الوقت الذى مازال المواطن يعانى فيه من الانفلات الأمنى، ويفتقد الأمان فى يومه وعلى غده. مازالت المشكلة الاقتصادية تتفاقم والبطالة والتضخم يتزايدان، والأسعار تصعد للسماء والأزمات فى المواد الأساسية للمواطن الفقير، أصبحت حربا أهلية بين المصريين. كل هذا جعل الثقة مفقودة بين الجميع، ففقد المواطن الثقة فى الثورة التى لم يحصد من ثمارها شيئا بل قد أصبحت المشاكل تحتوى يومه وتنغص عليه مساءه، وضاعت الثقة بين القوى السياسية فتشرذمت واختلفت على لا شىء، وقد انتهت الثقة تماما بين الثوار والمجلس الأعلى نتيجة للكثير والكثير من التهم المتبادلة بينهما، التى كانت نتائجها وخيمة على الجميع، الشىء الذى خصم من الثوار والميدان فى نظر المواطن البسيط الذى يريد الاستقرار ليعيش. فهذه هى الصورة وذلك هو المشهد السياسى الذى سنستقبل به العام الأول للثورة، ولذا فقد وجدنا من يدعو للاحتفال بالثورة، وكأنها قد حُققت ومن يطالب بإعلان الحداد على الثورة وعلى شهدائها لأنها قد توقفت، ومن يطالب بثورة جديدة لأن الثورة قد سقطت، ومن يعمل على استمرار الثورة تكملة لمكاسبها، وعلى كل الأحوال لمصلحة الوطن ومن أجل الجماهير ولتحقيق الثورة ولتفويت الفرصة على أى لهو خفى أو ظاهر، لابد أن يمر العام الأول بكل سلمية وبروح مصرية، فمن حق الجميع أن يفعل ما يريد فى الإطار السلمى والوطنى، والثورى، فليحتفل من يريد وليتظاهر ويعتصم من يشاء.. ولكن فليعلم الجميع أن المعطيات والواقع السياسى فى يناير 2012 غير يناير 2011 فالتوحد والتوافق غير موجودين، وروح الثورة مازالت هائمة تبحث عن جسد تتقمصه ولا تجد، وأن هناك قوى تملك الشرعية الدستورية والشارع بطرق لنا عليها ما عليها، ولكن مصر الأهم والشعب الأبقى، والثورة هى أمل وهدف وغاية لابد من تحقيقها على أى وضع لأن هذا ليس مجال مساومة، فلابد أن تكون مصر لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة