رمضان العباسى

الإبداع فى نهب الأموال

الأحد، 15 يناير 2012 09:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاول فريد الديب محامى أسرة الديكتاتور المخلوع محمد حسنى مبارك، أن يقنع المصريين بأن موكله لايملك أكثر من مليون دولار، مهدداً لجنة استراد الأموال المنهوبة إذا كشفت عن أى أموال، باعتبار ذلك كشف لأسرار التحقيقات، كما حاول بعض أنصار مبارك وأعوانه من النظام البائد أن يظهروه أمام الناس بالرجل العفيف الذى لا يملك قوت يومه، ولم ينقصهم سوى القول بأنه كان يسير على درب العمرين، عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى جمع كبار الصحابة وسئلهم: أرأيتم إن وليت عليكم خياركم أأحسنت إليكم؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: لا، حتى أنظر ما يعملون، وعمر بن عبد العزيز الذى روى عنه أن أبنته دخلت عليه تبكى وكانت طفلة صغيرة آنذاك وكان يوم عيد للمسلمين فـسألها ماذا يبكيك؟ قالت كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة، وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدى ثوباً قديماً، فـتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال وقال له أتأذن لى أن أصرف راتبى عن الشهر القادم؟ فقال له الخازن: ولمِ يا أمير المؤمنينْ؟ فـحكى له عمر، فقال الخازن لا مانع ولكن بشرط، فقال عمر وما هذا الشرط؟ قال الخازن أن تضمن لى أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذى تريد صرفه مسبقا، فتركه عمر وعاد، فسأله أبنائه: ماذا فعلت يا أبانا؟ قال: أتصبرون وندخل جميعاً الجنه أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟ قالوا: نصبر يا أبانا.

يبدو أن الرئيس المخلوع أوهم الحاشية والمنافقين من حوله وأتباعه من النظام البائد على مدار 30 عاماً أنه إله مفوض من رب السماء، كما يفعل كل الطغاة مع شعوبهم، فأصبح أنصار النظام البائد لا يرون المصائب التى ارتكبها، والجرائم التى فعلها، وسرقات البلاد والعباد التى قام بها جهاراً نهاراً، وعندما يصحو ضمير شخصا من العاملين فى الأجهزة الرقابية ويشكف عن بعض حالات الفساد والسرقات نجد أنصار المخلوع وزبانيته يتلاعبون بالألفاظ فى محاولة للتستر على نهب المال العام، كما حدث فى الموضوع الذى انفرد "اليوم السابع" بنشره بوجود 9 مليارات دولار فى حسابات الرئيس المخلوع، والتى كشف عنها عاصم عبد المعطى، وكيل الجهاز المركزى للمحاسبات السابق، بالأدلة والمستندات الرسمية، مؤكداً أن هذه الأموال لا يعلم عنها أحد ولا يستطيع أى شخص فى الدولة التصرف فيها أو السحب منها سوى مبارك، بالرغم من أنها قادمة من دول عربية لمساعدة المصريين، ومكافأة لمصر على مشاركة جيشها فى تحرير الكويت، ولكن يبدو أن مبارك كان يتعامل مع مصر على أنها عزبة خاصة به يحصل على كل الإيرادات والأموال ويصرفها كيفماء يشاء وعندما تشتد الأزمات ولا يجد الشعب ما يأكله، يخرج على الشاشات ويتهم المصريين بأنهم السبب فى الأزمات نتيجة كثرة المواليد، فى الوقت الذى يحتفظ فيه بالأموال والمدخرات وينفقها دون رقيب أو حسيب.

وبالرغم من كشف هذه الحسابات بالأرقام والمستندات إلا أن اتباع مبارك الذين لازالو يسيطيرون على الجهاز المالى فى مصر مثل باقى الأجهزة لم يتوانوا عن محاولة تكذيب هذه المعلومات فى محاولة يائسة منهم لنجاة إلههم المخلوع، ولكن هؤلاء الأشخاص لم يدركو أن محاولات النفى لن تجدى نفعاً، بل كانت تأكيد منهم على نهب المخلوع للأموال والاستيلاء على حقوق المصريين، فإذا كان البنك المركزى لا يعتبر هذه الأموال تخص مبارك، فلماذا تم تجميدها؟ ولماذا لم يكشف البنك المركزى عنها؟ ولماذا يهاجم ويعاقب كل من يكشف عن بعض الأموال؟ مثلما حدث مع ملايين مكتبه الإسكندرية التى استولت عليها سوزان مبارك فى حساب خاص بها، وكأنها من ممتلكاتها الشخصية.

أما الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى فلم يختلف عن باقى المسؤولين فى الدولة، وقال بأن كل شىء فى البنك تمام ولا يشوبه شائبة وكل الأشخاص الذين تحدثوا عن فساد يقولون مالا يعلمون، بينما سار هو على درب يوسف عليه السلام وجعل البلاد تعيش سبع سنوات سمان منذ توليه المسؤلية فى 2003 وحتى2010 بعد أن كانت تعيش فى سنوات عجاف.

إن هؤلاء المتسترين على نهب أموال المصريين يجب أن يحاكموا على المشاركة فى إخفاء هذه الأموال المملوكة للشعب، ولكن يبدو أن الحكومة والمجلس العسكرى فى مقدمة المشاركين فى مسلسل التستر على جرائم مبارك، فقد تم التلاعب فى أدلة قتل المتظاهرين وأصبح المتهمون يخرجون الواحد تلو الآخر، وكان آخرهم رجل الأعمال إبراهيم فرج ورفاقه المتهمين فى قتل المتظاهرين فى السويس، مما يمهد الطريق لخروج مبارك وأعوانه.

وبدلاً من أن تلجأ الحكومة المصرية للاستعانة بأموال الشعب التى استولى عليها مبارك، أصبح كمال الجنزوى رئيس الوزراء يتسول من دول العالم، بل لم يعلق على هذه الأموال من قريب أو بعيد وكأنها فى دولة أخرى أو ممتلكات خاصة لا يجب الاقتراب منها، علماً أن هذه الأموال أتت مصر فى عهد حكومة الجنزورى الأولى، وربما يكون أكثر الناس معرفة بها.

إن الجنزوى والمجلس العسكرى مطالبان بتقديم المتسترين على هذه الأموال وغيرها من الجرائم للمحكمة، ووقف الممارسات المستفزة من قبل أنصار النظام البائد الذين أصبحو يعملون من أجل إلههم مبارك جهراً نهاراً وليس من أجل مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة