طبقاً لما نشرته الزميلة محاسن السنوسى فى جريدة المصرى اليوم، فإن اللواء طارق المهدى برر إصدار قناة "المصدر" الجديدة، بأنها ستكون "القناة الرسمية لبث الأنشطة والتصريحات الرسمية المتعلقة بمختلف مؤسسات الدولة، بهدف التصدى للشائعات ومنع الاجتهادات والتأويلات الشخصية فيما يتعلق بالشأن المصرى".
ولابد أن تسأل نفسك مثلى "أمال القنوات التانية بتعمل إيه"، فمن المفترض أن القناة الأولى مثلا ومعها قناة النيل للأخبار وغيرها من القنوات التى تسيطر السلطة الحاكمة طوال الوقت، يصل عددها إلى 36 ، تقوم بهذا الدور، منذ عهد عبد الناصر وصولاً إلى الرئيس السادات ومن بعده مبارك.
بالتالى فهذه القناة الجديدة ليست سوى إضافة كمية لجيش من القنوات والإذاعات، وكل ما تفعله هو إهدار مزيد من أموال المصريين للدعاية للحكومات المتوالية، بدلاً من وقف هذا النزيف الذى يصل، إذا أضفت عليه المؤسسات الصحفية الحكومية، إلى مليارات. منطق اللواء المهدى ومعه المجلس العسكرى ومن قبلهم الحكومة "الثورية" الحالية، لا يختلف كثيراً عن منطق صفوت الشريف وأنس الفقى، ومنطق كل وزراء الإعلام منذ سيطرت السلطات الحاكمة على وسائل الصحافة والإعلام واحتكرتها لنفسها، فكلهم ينطلقون من أن دور الصحافة والإعلام هو الإعلان عن مواقفهم، وحشو رؤوس المواطنين به.
إنه الإعلام الذى أطلق عليه أستاذى الكبير صلاح عيسى "إعلام الحشد والتعبئة"، وإذا أراد المجلس العسكرى أن يحل مشكلة الإعلام، فعليه ألا يكتفى بتغيير المسميات، فبدلاً من "اتحاد الإذاعة والتليفزيون" جعله "مجلس الإعلام الوطنى"، ولكن أن يغير القوانين التى تجعله يسيطر على المؤسسات الصحفية والإعلامية، ويجعلها مستقلة تماماً عن أى حكومة، بحيث يمكن لأى مسئول فيها أن يرفض تنفيذ أى أمر أو طلب من وزير أو لواء فى المجلس العسكرى، ويقول له بثقة: هذا تدخل مرفوض فى عملى، فأنا لا أعمل عندك لكن عند عموم المصريين، وعندى برلمان هو وحده الذى يحاسبنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة