سعيد شعيب

لماذا لا يشكر الطغاة إسرائيل؟

الخميس، 31 مارس 2011 12:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت قد شاهدت خطاب الرئيس السورى أمس ومن قبله خطابات الرئيس اليمنى، ربما ستتأكد مثلى أنهم جميعاً لا يتعلمون، متفقون على ذات الطريقة بحذافيرها، رغم الإطاحة برئيسين حتى الآن، التونسى بن على ومن بعده المصرى مبارك. يبدأ الأمر بالمواجهة الأمنية العنيفة، ثم يحدث تراجع نسبى، وتخرج مظاهرات مؤيدة للرئيس، ثم ينفرط العقد ويضطر اضطراراً إلى الرضوخ وتقديم التنازلات تلو التنازلات، وصولاً إلى رحيله المهين. ناهيك عن استخدامهم جميعاً ذات الخطاب الصحفى والإعلامى، الملفت فيه بالنسبة لى هو استخدام فزاعة الخطر الخارجى.

وفى الحالة السورية على وجه الخصوص تم وسيتم استخدام فزاعة المؤامرة الإسرائيلية الصهيونية الأمريكية الإمبريالية. والحقيقة إن هذه الفزاعة استخدمها كل الحكام العرب، حتى البعيدين عن ميدان المعركة مثل القذافى وصدام والرئيس اليمنى، لقد بنوا جزءا أساسيا من شرعيتهم على مناهضتهم لهذا العدو الذى يريد ومعه أمريكا الغرب تدمير الأمة العربية، وبالطبع كان كل واحد منهم يعتبر نفسه حامى حما هذه الأمة، مثل صدام حسين الذى أطلق على نفسه حامى البوابة الشرقية . الحكام الذين ليس لهم حدود مع إسرائيل لم يرسلوا طائراتهم لدسك حصون هذا العدو الغاشم. والذين لهم حدود وهم الأولى من غيرهم، اقصد نظام حكم مثل آل الأسد رغم أنهم حكموا بشرعية مواجهتهم لهذا العدو الغاصب، فالأب حافظ ومن بعده بشار لم ينتصرا عليه، رغم أنه فى حرب أكتوبر على سبيل المثال كان هناك احتشاد عربى لم يتكرر لدعم مصر وسوريا. بعد حرب 1973 المجيدة لم يطلق الأب أو الابن طلقة واحدة لتحرير الجولان، ولم يحم لبنان من الاجتياح الإسرائيلى رغم أنه احتلها أيضاً بشرعية أنه المحارب ضد الحلف الصهيونى الأمريكى. ولذلك هناك مطلب وسؤال ورجاء: المطلب أن هؤلاء الحكام مطالبين بشكر إسرائيل التى منحت نظمهم الاستبدادية هذا العمر المديد من الشرعية. أما السؤال فهو: هل يمكن للطغاة أن يحققوا انتصارات لأى شعب على أعدائه؟ والرجاء هو أن يعتذر السياسيون والمثقفون المصريون والعرب الذين مدحوا ودعموا أنظمة صدام حسين والقذافى وآل الأسد. فهل يفعلوا؟!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة