ناصر عراق

ماذا لو كنت حضرتك مكان جمال مبارك؟

السبت، 26 فبراير 2011 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام كتبت فى هذا المكان محذراً من وجود الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى مصر، لأنه سيشكل بطريقة أو أخرى إغراءً كبيراً لرجال الثورة المضادة الذين هزمهم الشعب وأطاح بكبيرهم، ثم كشف الأستاذ هيكل عن وجود اتصالات مريبة بين القاهرة وشرم الشيخ، حيث يقيم الرئيس المخلوع، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة إذا استمر هذا الوضع الشاذ. وسأشرح ذلك تواً.

كما يعلمنا التاريخ، ففى كل ثورة يقوم بها شعب ما ضد القهر والفقر والفساد والاستبداد، يتوارى أصحاب النظام القديم عن العيون فترة، يترصدون ويتربصون ويتحايلون ويمكرون ويكيدون، من أجل انتهاز أى فرصة للانقضاض على الثورة الظافرة، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ومن ثم لا تنجح ثورة ما إلا من خلال الإطاحة الكاملة بالنظام القديم ورجاله، وإلا عرضت نفسها لخسائر فادحة ومصائب جمة!

حتى هذه اللحظة (أكتب هذا المقال صباح الخميس 24 فبراير)، فإن كل ما حققناه نحن المصريون بثورتنا المجيدة لم يتجاوز إزاحة رأس النظام فقط وحل مجلسى الشعب والشورى! صحيح أنها إنجازات كبيرة ومدهشة، ولكنها لا تكفى كى تطمئن أرواح الشهداء فى سماها، ولا لكى يستريح الثوار الذين بذلوا دماءهم من أجل إسقاط النظام كله، وأكرر إسقاط النظام كله.

تعالوا نستعرض أهم رجال النظام القديم الذين مازالوا فى السلطة، أو الذين لا نعرف عنهم شيئاً الآن، حيث من الجائز جداً أن يكونوا يخططون لمؤامرات ضد الثورة.

خذ عندك مثلاً رئيس الوزراء أحمد شفيق، الذى منحه هذا المنصب الخطير هو الرئيس المخلوع، ومازال ينعم بمنصبه حتى هذه اللحظة حتى لو غيروا اسم وزارته إلى وزارة تسيير الأعمال! لا تنس من فضلك أنه كان ضد الثورة طوال الوقت، وقد سخر من المتظاهرين وقال (نجيب لهم بونبون)!

أما الرجل الثانى الذى كان أحد العناوين البائسة لنظام مبارك، فهو السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذى مازال يستمتع بمنصبه الخطير على الرغم من سلسلة الإخفاقات التى منيت بها الدبلوماسية المصرية على يديه! (تذكر تقسيم السودان، ومشكلة مياه النيل، فضلاً عن موقفه المعادى للفلسطينيين ).

جمال مبارك، وما أدراك ما جمال مبارك، فهو ثالث الثلاثة الذى يشكل حضوره خطراً داهماً على الثورة المصرية. أرجوك ضع نفسك مكانه واحكم أنت.

فالرجل مازال شاباً (47 عاماً تقريباً) كان يحكم مصر فعلياً منذ سنة 2005، يعين الوزراء ويضع السياسات ويبطش بالمعارضين. ثم والأهم أنه كان يخطط ويحلم بأنه سيرث عرش مصر بعد أشهر قليلة قبل أن تقضى الثورة على أحلامه المشبوهة وتصرعها فى أقل من عشرين يوماً.

ترى.. فى ماذا يفكر جمال مبارك الآن، وهو الذى يمتلك المليارات؟ لا ريب عندى فى أنه يحلم باستعادة العرش المفقود. وعليه، فإن وجوده فى مصر يمثل أكبر خطر على الثورة، خاصة وأن رنين علاقاته بالقوى الكبرى وإسرائيل يقرع آذاننا منذ سنوات، الأمر الذى يهدد مستقبل الثورة إذا تآمر جمال مبارك مع قوى خارجية وداخلية ليقود انقلاباً على الثورة، ليستعيد عرين والده المفقود!

ثم أين عمر سليمان وزكريا عزمى وفتحى سرور، وكوكبة المحافظين الذين ينتمون كلهم إلى الحزب الوطنى المأسوف على فساده؟ وماذا يفعلون الآن؟ أو إذا شئت الدقة، فقل: ماذا يدبرون لنا الآن؟

صحيح أن المجلس العسكرى الذى يحكم البلاد قد اتخذ كثيراً من التدابير المهمة ضد بعض رموز الفساد من وزراء ورجال أعمال، وحتى مطالبة الدول الأوروبية بتجميد أرصدة مبارك وعائلته، إلا أننى أظن أننا بحاجة إلى ثورة أخرى فى الإجراءات تطيح الذين نهبوا البلد وأهانوا الناس، وضللوا عقولهم بكتاباتهم وإعلامهم المزور.

ترى.. هل نطمع فى أن تظل قناديل ثورتنا مشتعلة حتى نتمكن من إزاحة أولئك الخبثاء الذين عرفوا كيف يقبضون على صولجان السلطة، سواء كان على رأسها مبارك المخلوع، أو أى جهة أخرى؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة