عدم الاستقرار، وزعزعة الأمن، والتحريض على المظاهرات الفئوية، ودفع رجال الشرطة إلى التظاهر وتحريضهم فى بعض الأحيان على حرق المنشآت العامة، كما حدث بالأمس فى وزارة الداخلية، وإثارة الشائعات لتشويه دور الجيش وإيقاع الفتن بينه وبين الرأى العام، كلها أحداث وقفت خلفها يد خبيثة، تستهدف إهدار جهود الثورة والالتفاف عليها.
وهذه اليد هى جهاز أمن الدولة الفاسد الذى للأسف مازال لم يصدر بشأنه قرار واضح بتفكيكه حتى الآن، كما أن رأس الحية له وهو حسن عبد الرحمن ورجاله يمارسون دورهم، فى الغرف المغلقة، وقد تأكدت بنفسى أن هذا الجهاز مازال يقوم بدوره الفاسد فى المحافظات، من خلال نشر رجاله وجمع معلومات بشكل مستفز أثار غضب الكثير، فقد رأيت بعينى أمناء مباحث أمن الدولة، يتابعون القوى السياسية عن بعد، من خلال رصد تحركاتهم ومتابعة لقاءاتهم مع الناس، بل علمت أن بعض رجال هذا الجهاز يقومون بحث عمال الشركات للتظاهر بدعوى استرداد حقوقهم، والطرق على الحديد قبل أن يبرد.
ولا أدرى كيف لهؤلاء أن يمارسوا دور الرقباء، بعد ثورة 25 يونيو، وما هى القوة التى تحاول أن تبعث فيهم الحياة بعد تعريتهم أمام الرأى العام، ولماذا يقبع حسن عبد الرحمن فى مكتبه وهو متورط من قدمه لرأسه فى التنكيل بالثوار، وأشرف على التخطيط لاغتيال شهداء الثورة.
ألم يقم حسن عبد الرحمن ورجاله على مدار عقود ثلاثة بتعذيب المعارضين للنظام، ألم يكن هو اليد الباطشة لكل من قال لا للنظام البائد، ألم يكن عبد الرحمن ورجاله ممن حرصوا على نشر الفتنة الطائفية بين قطبى الأمة، من أجل التغطية على جرائمهم وإشغال الرأى العام عن عمليات التزوير الفاجرة التى شاهدتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ألم يقم هؤلاء بإفساد الحياة الإعلامية والصحفية من خلال منع الشرفاء المعارضين من الظهور على شاشات التلفاز المصرى، ومصادرة كل البرامج الجريئة التى تثير القضايا الوطنية وإظهار فساد النظام، ألم يأت عبد الرحمن وجهازه اللعين برجال لا علاقة لهم بالمهنية ووضعهم على رأس المؤسسات الصحفية، بسبب علاقاتهم المشبوهة بهذا الجهاز، ألم يطارد ضباط أمن الدولة الصحفيين المعارضين بالصحف القومية وحاول التضييق عليهم فى أرزاقهم؟!
هذا الرجل وضباطه لابد أن يكونوا عبرة لكل مستبد، فقد آن أوان الحساب ودفع فاتورة جرائمهم التى طالت معظم طوائف الشعب، وأطالب رئيس الوزراء بتقديم عبد الرحمن لمحاكمة فورية هو وقيادات جهازه الفاسد، وإصدار قرار فورى بتفكيك هذا الجهاز، حتى لا نستشعر أن هناك خفافيش ظلام تحاول حماية رموز الاستبداد والقهر من رجال أمن الدولة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة