هل سمعتم عن السيدة العظيمة التى لديها ٣ أبناء يتواجدون فى ميدان التحرير وسط ما يجرى من أحداث دامية، فواحد من هؤلاء الأبناء ضابط شرطة والتانى مجند فى القوات المسلحة أما الثالث وهو آخر العنقود حديث التخرج ولم يلتحق بالحياة العملية بعد، وفجأة شاهدت هذه السيدة أبنائها الثلاثة وهم فى حالة أشبه بالإخوة الأعداء حسب ما تبثه أمامها شاشات القنوات الفضائية التى لا ترحم أحداً .. فيعتصر قلب الأم خوفا على فلذات كبدها ورعباً من أن يقتل أحدهم الآخر.
هذه السيدة العظيمة هى مصر.. نعم مصر التى تعيش الآن أسوأ أيام عمرها الذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ وهى ترى كل هذا العنف بين أبنائها، فالأحداث الدامية التى نراها فى كل مكان وتتناولها الغالبية العظمى من وسائل الإعلام باعتبارها الجولة الثانية لثورة ٢٥ يناير وضعتنا جميعاً فى خندق واحد وأحاطتنا بعلامة استفهام كبيرة ربما تكون أكبر من الإجابة نفسها على التساؤل المحير: إلى أين نحن ذاهبون؟ وأى غد ينتظرنا حينما تشرق شمس صباح يوم جديد فنصحو على الحقيقة المرة التى تسد عين الشمس وهى أننا جميعاً الخاسرون بوقوعنا فى مستنقع تخوين بعضنا البعض، على الرغم من أن مليونية الإنقاذ جاءت استمراراً للثورة التى أعادت الثقة للمحبطين، وكشفت المهزومين، وحرقت الانتهازيين، وأعادت مصر للمصريين.
إن نصف ساعة من البقاء المتواصل أمام شاشة أى قناة فضائية لمشاهدة ما يجرى من أحداث ملتهبة سواء فى ميدان التحرير بالقاهرة والشوارع المحيطة به أو الميادين الأخرى بمحافظات المحروسة كفيلة بأن تصيبنا بكل الأمراض التى نكرهها ونخاف منها. لكننى أدعو من كل قلبى أن يكون من بينها مرض "الزهايمر" لعله يكون الملاذ الأخير لنا لنسيان ما يحدث الآن بين الأشقاء .. فادعوا معى، اللهم آمين!!
أشـرف مفيـد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة