قال المؤرخ الدكتور خالد فهمى، إن محمد على هو من أسس لفكرة التوريث فى مصر، مشيرا إلى أنه ظل يحارب السلطان العثمانى 40 عاما حتى انتزع منه ولاية مصر له ولأبنائه وبعدها أسس لفكرة الحكم الأسرى فى مصر وهذا ما خلق فكرة الفرق بين الحاكم والمحكوم وأصبحت فكرة المساواة غير متخيلة.
وأضاف فهمى خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بمكتبة "أ" مناهج التاريخ فى الجامعات والمدارس المصرية الآن محكومة بقواعد وأسس صارمة ترجع للعشرينات والثلاثينات من القرن الماضى، مشيرا إلى أن المدرسة التاريخية فى مصر تأسست على يد الدكتور محمد شفيق غربال، وكانت تستند فى كتابة التاريخ لقواعد لا يجب الانحراف عنها ومن هذه القواعد البعد عن إدخال الأهواء السياسية والآراء الشخصية، وتوثيق المعلومات من الوثائق الحكومية.
وأوضح فهمى أن الوقائع التاريخية التى تحدث تحتمل أكثر من تفسير فقد نقرأ وثيقة تاريخية واحدة لكن كل شخص يفسر بشكل مختلف عن الآخر، مشيرا إلى أن منهج التاريخ للصف الثالث الثانوى عام 1957 الذى كان بعنوان "نصوص مختارة من كتب التاريخ" وكتب مقدمة الكتاب الدكتور طه حسين الذى كان يدعو فيها الطالب لفهم التاريخ بالطريقة التى يراها ويفسرها لان التاريخ عبارة عن امتزاج أمزجة المؤرخين بالواقع الذى يحدث.
وشرح فهمى كيف تطورت دراسة التاريخ فى الجامعات الأوربية والأمريكية، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا أن ما يدرسونه ليس تاريخهم، وبالتالى ألغيت فكرة الموضوعية لإدخال علم النفس، وعلم اللهجات، وبدأوا بدراسة تاريخ القراءة والمرأة وتاريخ النقد الأدبى وغيرها من هذه المجالات.
وأضاف فهمى أنه لا يوجد فى مصر كاتب أو مؤرخ كتب سيرة ذاتية بشكل مشوق حتى الآن، مؤكدا أنه من الممكن أن يقبل القارئ على قراءة التاريخ ومعرفة أحداثة وتقبلها من خلال كتب السير الذاتية للشخصيات البارزة لأن التاريخ أقرب إلى الرواية وتوجد علاقة حميمة بينهما.
وقال فهمى إنه بصدد الإعداد لكتاب عن تاريخ الطب الشرعى، مشيرا إلى أنه لم يحدد اسم الكتاب حتى الآن لكنه سوف يستعين فى الكتاب بمجموعة من الوثائق التاريخية والمضابط والتحقيقات داخل المأموريات القديمة وأقسام الشرطة من القرن الثامن عشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة