محمد ثروت

أوهام "الأهرام" عن العائلة المالكة

الإثنين، 23 أغسطس 2010 11:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا تذكرت "الأهرام" الصحيفة الحكومية الأولى فى مصر أن هناك عائلة مالكة كانت تحكم فى مصر فى يوم من الأيام، وأن هناك ملكا سابقا اسمه أحمد فؤاد الثانى.

أخذت الصحيفة الكبرى على عاتقها شرف الدفاع عنه وعن أسرته، متناسية أنها كانت حتى وقت قريب تمنع ذكر أخباره وأخبار تلك الأسرة، وتتحاشى ذكر ألقابهم الملكية فى العزاءات والمشاطرات الرسمية.

وفى سبيل مهمة الأهرام المقدسة نشرت تقريرا مضحكا تصدر صفحتها الثالثة التى كانت معروفة سابقا بأشهر التحقيقات بعنوان: "الإعلامى والأميرة.. قصة الخطوبة الوهمية"، تضمن تشكيكا فى واحد من أنجح أبناء مؤسسة الأهرام هو الزميل الإعلامى أحمد المسلمانى، مقدم البرنامج اليومى المعروف "الطبعة الأولى" على قناة دريم. واتهامه بالترويج لعلاقة عاطفية مع الأميرة فوزية ابنة الملك أحمد فؤاد الثانى من أجل المزيد من الشهرة.

ونصبت الصحيفة نفسها متحدثة باسم الملك السابق وابنته، وأخذت تنفى أى علاقة بين المسلمانى والأميرة فوزية، معتبرة ذلك مجرد أخبار يروجها موقع مقرب من المسلمانى.

وهكذا ترسخ الأهرام العريقة لنظرية المؤامرة، والحقيقة التى يعلمها القريبون من المسلمانى والعائلة المالكة أن المسلمانى لم يصرح بهذا الكلام إطلاقا، ويعتبره سرا شخصيا فى عداد الماضى القريب، وهو فى غنى عن كشفه لوسائل الإعلام، لكنها مجرد شائعات رددها المقربون منه ومن العائلة المالكة لأنهم يعلمون جيدا مدى قوة العلاقة السابقة بين الأميرة فوزية والمسلمانى.

ثم إن الأخير ليس فى حاجة إلى الشهرة أو التمسح فى أحد وقد صنع اسمه بنفسه وشق طريقه بمصداقيته التى حفرت اسمه فى ذاكرة الجماهير المصرية والعربية، وكيف يصدق أحد أن المسلمانى يتمسح بعصر الملكية، وهو أحد أبناء ثورة يوليو المدافعين عنها؟ وكل ما يربطه يدخل فى إطار علاقة إنسانية شخصية فقط، ولا علاقة لها بالسياسة والإعلام.

ثم إن المعروف للقريبين من الطرفين أيضا أن المسلمانى كان على صلة قوية بالأسرة المالكة‏، وأنه كان الإعلامى المصرى الوحيد الذى حاور فضيلة والدة الأميرة فوزية‏،‏ والتقى بها مرات عديدة فى باريس، ‏فضلا عن علاقته الوطيدة بالأميرة الكبرى للملك فاروق فريال.

ورغم أن فضيلة طليقة أحمد فؤاد الثانى كانت على عداوة شديدة مع الأميرة فريال عمة الأميرة فوزية فإن المسلمانى قد حافظ على علاقة وطيدة بالطرفين‏.‏ وأجرى المقابلة الصحفية الأخيرة مع الأميرة فريال‏، كما كان الإعلامى الوحيد الذى حضر عزاء الأميرة فريال فى أحد فنادق القاهرة.

وقد لاحظ الحضور استقبال الملك فؤاد الثانى المسلمانى بحفاوة وتأثر،‏ وخاصة أن علاقة المسلمانى بشقيقة الملك العزيزة الأميرة فريال كانت قوية إلى حد أنها كانت تعتبره ابنها، ولذلك قبلت دعوته كضيفة غداء على شرفها بالقاهرة.

أما الأميرة فوزية فليس صحيحا أنها التقت المسلمانى مرة واحدة كما تزعم الأهرام، بل التقاها عدة مرات بين القاهرة وباريس وجرت بينهما حوارات شخصية طبيعية.

ولا أدرى ما الذى أقحم الأهرام فى قضية لا تخصها؟ ولا تشغلها إلا إذا كان هدفها الإساءة لواحد من أبنائها الذين اقتنصوا النجاح فى الخارج بعدما حاربتهم المؤسسة فى عهد رئيس مجلس إدارتها السابق.

أليس من مصلحة العائلة المالكة أن ترتبط بأسماء لها مصداقية بدلا من أن تختلط الأنساب الملكية بدماء أوروبية وغربية من أصول يهودية فتزيد من تشويه صورتها التى كانت الأهرام طرفا فيها سابقا لدى الرأى العام المصرى؟

والأهم من ذلك: هل تركت الأهرام كل قضايا الوطن الخطيرة والملحة وتفرغت لنشر قصص وأخبار النميمة الاجتماعية فى الشهر الكريم ، أم أن هناك أهدافا خفية وراء نشر مثل تلك الموضوعات، ألا هى التشكيك والإساءة لإعلامى ناجح من أبناء الأهرام؟ وتشويهه أمام الرأى العام وجعل مصداقيته على المحك، ولكن الله أكبر مما يمكرون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة