كما تعودنا منذ نعومة أظفارنا أن رمضان شهر العبادة والرحمة والتقرب إلى الله، وفيه يحرص الجميع على تفريغ الأوقات لقراءة القرآن وتعلم العلم بقدر المستطاع، كما أنه فرصة جيدة للعمل الجاد وتجويده، فالكل لابد أن يحرص على مراقبة الله فى أداء عمله، خاصة وهو صائم.
لكن أصيب المصريون منذ بداية شهر رمضان، بلعنة "الحصرى" التى أطلقتها الفضائيات على بيوتنا، فوجدنا كل قناة تفننت فى جذب المشاهدين عن طريق العروض الحصرية للمسلسلات والأفلام والبرامج، التى لو تتبعناها لضاع رمضان وروحانياته وحكمه، بل وضاعت مصالح الشعب بسب الكسل الذى سيخيم على المصالح الحكومية، فالكثير من الموظفين استهوتهم العروض الحصرية، ونصبوا أعينهم أمام التلفاز حتى مطلع الفجر، وبالطبع يذهبون لأعمالهم فى قمة الكسل، ذلك بخلاف شبابنا الذى تابع الكثير منهم المسلسلات التى لم تراعِ حرمة هذا الشهر، وتفننت فى إظهار مفاتن الممثلات، ناسين تعاليم وقيم الإسلام الذى حس على العفة والطهارة.
لعنة الحصرى أصابت أيضاً سيدات البيوت اللاتى عكفن على متابعة زهرة التى أرست كل قيم المكر والخديعة لدى الزوجات، وذلك من خلال تعاملها مع أزواجها الخمسة، وذلك بخلاف ما أظهرته من جسدها كزكاة للشيطان عنها، كما أصبحن يتابعن برامج المطابخ التى أصبحت عبأ على ميزانية الأسر المصرية، فكلما شاهدوا طبخة نجد الزوجات يصممن على عملها وبالطبع الضحية لهذه الطبخة سيكون الزوج، الذى لا يستطيع أن يرفض التمويل، تحت دعوى أن الصيام يحتاج لتنويع الوجبات اليومية.
كما تضمنت لعنة الحصرى أيضاً على قنوات الأفلام، أفلاماً لا تراعى حرمة هذا الشهر، فكثير منها لجأ للأفلام التى بها مشاهد جنسية بشكل صريح، ومنها من حرص على عرض أفلام العنف التى تزيد أبناءنا عنفاً على عنفهم، وكأن القائمين على هذه القنوات تناسوا أنهم مسئولون أمام الله على إفسادهم لصيام الناس، بل وجدنا برامج حصرية أيضاً تقوم على خصوصيات النجوم ناسجين بأوتار الفضائح خيوط هذه البرامج، متناسين قيم هذا الشهر وأخلاقياته فاللهم ارفع عنا لعنة الحصرى التى أضرت بقيمنا وديننا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة