عادل السنهورى

دبى والسباحة ضد تيار الأزمة

الأربعاء، 21 يوليو 2010 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأت دبى العالم كعادتها فى السنوات الأخيرة بصفقة طائرات بوينج بقيمة 13،9 مليار دولار فى معرض فارنبره الجوى فى لندن، وهو ما أثار حيرة واندهاش وذهول خبراء صناعة الطيران والنقل.

فالإمارة العربية الصغيرة كانت الأكثر تأثرا من الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة وتعرضت لحملات إعلامية غربية وعربية أيضا حاولت النيل من سمعة الإمارة التى أنجزت فى أقل من عشر سنوات ما عجزت عنه دول تقليدية عريقة فى العالم العربى وباتت مرادفا للتطور والنمو والتحضر.

طوال الفترة الماضية وفى أعقاب الأزمة المالية صورت الحملات الإعلامية دبى بالأرض الخراب التى هجرها أهلها وبالسراب والوهم التى تكشفت حقيقته فى الأزمة، لكن صفقة الطيران الضخمة الأخيرة أثبتت أن الدويلة الصغيرة فى مساحتها الكبيرة فى إنجازها التنموى مازالت قادرة على الإدهاش وأن اقتصادها لم يتحطم وأن تيار الأزمة لم يجرفها كما جرف فى طريقه دول كبيرة فى أوروبا وأنها بالفعل تسبح الآن عكس تيار الأزمة الاقتصادية التى تضررت منها ولكنها لم تستسلم لها وهى التى لا تملك من المقومات الاقتصادية الكثير ولكنها تملك إرادة البقاء والإصرار على النجاح.

أكثر المتفائلين لم يتوقع ما قامت به دبى فى معرض لندن بعد الأزمة التى تعرضت لها بل وتوقع الكثيرون أن الإمارة الصغيرة كانت مجرد حلم عابر جميل واستيقظ منه الناس على كابوس مخيف، والمركز التجارى العالمى التى سعت أن تكونه دبى انهار فوق رؤوس مسئوليها. إلا أن أنباء الصفقة الأخيرة لطيران الإمارات أثبتت اقتصاد الإمارة مازال قادرا على الصمود وأن القفز بالأزمة إلى الأمام أفضل من الوقوف والانتظار لمصير محتوم فرضته أزمة لم تصنعها. والبداية الآن بصفقة الطائرات البوينج لدعم قطاع الطيران الذى يسهم بحوالى 25 بالمائة من إجمالى الناتج المحلى للإمارة التى تستحوذ على النصيب الأكبر من حركة النقل الجوى فى منطقة الشرق الأوسط وتستثمر بأكثر من 200 مليار درهم إماراتى فى قطاع الطيران.

انهيار دبى ليس فى مصلحة أحد من العرب لأنها ألهمت الكثير من الدول العربية إمكانية تكرار نموذج النجاح فى العديد من المشاريع العمرانية والأفكار التسويقية، وما تتعرض له من حملات الغرب هو هدف تسعى إليه العديد من الدول الأوروبية التى تدرك أن المنطقة العربية ودبى على وجه الخصوص لديها من المقومات إذا توافرت الإرادة لجذب رؤوس الأموال العربية الهاربة فى البنوك والبورصات الأوروبية والأوروبية وبالتالى ليس من مصلحة تلك الدول أن تنهض دبى أو قطر عربى آخر لأنه يشكل خطرا ولو محتملا فى المستقبل الذى لا يعمل من أجله الكثير فى الدول العربية للأسف إلا قليلا منها ودبى من هذا القليل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة