للمرة الثانية تستضيف إيطاليا مونديال، عام 1990، لكن الأمر لا يتشابه فى شىء مع المرة الأولى عام 1934، إلا فى تأكيد أن استضافة الطليان للمونديال تعنى بالضرورة مشاركة المنتخب المصرى.
ولكن كل ما كان يحدث فى الثلاثينيات بدا الآن محض تاريخ. جدار برلين كان قد انهار قبل عام ومعه انتهت الحرب الباردة.
بيد أنه لو كان العالم يستعيد الأمل، فإنه كان يعانى الخسارة على المستوى الكروى. فقد كان هذا المونديال هو الأقل من حيث معدل الأهداف فى كل مباراة، ليوصف بأنه "أسوأ مونديال فى التاريخ"، بل إن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) قد وصفه بأنه "محبط، ويتميز بالكثير من الأداء الدفاعى".
لا يمكن تحميل منتخب بعينه مسئولية عدم تقديمه المستوى المأمول، بل إن الأمر بدا كما لو أن تلك المنتخبات جميعا قد اتفقت جميعا على إشعار المتفرجين بالملل. كانت الأهداف قليلة حتى أن الكثير من المباريات قد انتهت بالتعادل السلبى، لتأتى نتيجتها عبر ركلات الترجيح.
كانت المباراة الافتتاحية بين الأرجنتين والكاميرون، فى الشوط الثانى، تمكن المهاجم فرانسوا أومام بيك من التصويب ولم يتمكن الحارس الأرجنتينى نيرى بومبيدو من تجنب دخول الرأسية مرماه. تمكن فريق "الأسود غير المروضة" من الفوز على راقصى التانجو الذين كانوا يعتقدون أنهم الأفضل. فضلا عن ذلك، أصيب حارس مرماهم ولعب بدلا منه بديله، سرخيو جويكويتشيا الذى تقمص شخصية المنقذ بتصديه للعديد من ركلات الجزاء فى مباريات حاسمة.
كان المنتخب الأسبانى يظهر خطورة بنجومه سانتشيس ومارتين باثكيث وميتشل وبوتراجينيو، لكنه بقى دون إنجازات من جديد بعد أن اصطدم بأداء بطولى من يوغوسلافيا بقيادة نجومها سافيتشيفيتش وستويكوفيتش وبروزينيسكى وسوكير.
كانت كوستاريكا هى مفاجأة دور الستة عشر على الرغم من خسارتها أمام تشيكوسلوفاكيا. تركت انطباعا جيدا بأدائها المنظم، مع الحارس كونيخو أمام الشباك ومدافع رائع مثل روجر فلوريس ولاعبى وسط جيدين مثل ميدفورد وكاياسو.
أما الكاميرون فباتت أول فريق أفريقى يصل إلى دور الثمانية حين قدمت مباراة لا تنسى أمام الإنجليز الذين استغلوا نقص الخبرة وفازوا فى النهاية 3-2 لينهوا آمال المخضرم روجيه ميلا فى دخول المربع الذهبى.
وفاز باللقب منتخب جمهورية ألمانيا الاتحادية الذى يدربه بكنباور، العمود الفقرى للفريق كان يتكون من بريمى وكلينسمان وماتيوس، كانت إنجلترا هى الوحيدة التى استطاعت مجابهتها. بوبى روبسون بنفسه كان قد أعلن أن لديه "أفضل منتخب إنجليزى فى الأعوام الثمانية الأخيرة". على الأرجح كانوا أفضل من منتخب 1966 لكنهم لم يلعبوا على أرضهم.
وتحت قيادة سباستيان لازارونى، أثبت راقصو السامبا أنه لا يجب التقليل من شأنهم، لكنهم خرجوا خلال مباراتهم مع الأرجنتين، ظلت تلك المباراة دوما محل شكوك، حيث يشدد لازارونى على أن الأرجنتينيين وضعوا شيئا فى المياه للاعبيه. الظهير البرازيلى برانكو أكد حرفيا أنه شعر بنفسه أخرق بعد أن شرب كوبا من المياه أعطاه له مدلك المنتخب الأرجنتينى.
بعد مرور أعوام، أكد مارادونا ما كان يعتقد: تم إعداد وعاء ماء وضعت فيه مادة معينة وشرب منه برانكو. لكن المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى كارلوس بيلاردو نفى ذلك دائما.
"تشاو" كانت هى شعار المونديال، عبارة عن شكل تكعيبى بألوان العلم الإيطالى (الأخضر والأبيض والأحمر) وكانت رأسه عبارة عن كرة قدم.
لعب الإيطاليون على ملعبهم بآمال عريضة، لكن حتى فى وجود نجوم مثل زينجا وباريزى ومالدينى وباجيو لم يكن الأمر كافيا. كان سالفاتورى سكيلاتشى، أو "توتو"، هو الذى قاد الفريق عمليا حتى الدور قبل النهائى. وهناك اصطدم المنتخب المضيف بنظيره الأرجنتينى، أو بالأحرى بجويكويتشيا بعد أن حسمت المباراة من علامة الجزاء.
ربما استضاف الملعب "الأوليمبى" فى روما المباراة النهائية الأكثر مللا. وصل راقصو التانجو بعيدا رغم أن فريقهم كان أقل بوضوح من فريق مونديال المكسيك 1986، وأصبحوا أول فريق يفشل فى التسجيل فى مباراة نهائية، بل ويطرد منه لاعبان.
فاز الألمان بهدف أحرزه بريمى من ركلة جزاء. وباللقب الثالث فى تاريخها، تجولت ألمانيا إلى جانب إيطاليا والبرازيل إلى أكثر الدول تتويجا فى تاريخ البطولة.
ذاكرة كأس العالم.. "إيطاليا 1990.. مونديال متواضع"
الثلاثاء، 15 يونيو 2010 10:31 م
القاهرة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة