أكرم القصاص

البرادعى.. معانا ولا مع التانيين

الخميس، 08 أبريل 2010 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال الذى يطرحه خصوم الدكتور محمد البرادعى، وبعض أنصاره، والكثير من المترددين من حوله: "معانا ولا مع التانيين"، وخلال أقل من عشرة أيام، واجه الرجل أسئلة، واتهامات متناقضة من خصومه، ومع كل إجابة على سؤال، يواجه انتقادا مختلفا..من الحزب الوطنى وأنصاره، وأيضا من من اليسار واليمين والوسط، والمترددين والإسلاميين والعلمانيين.

عندما ذهب ليصلى الجمعة فى مسجد بالمنصورة اتهمه خصومه من الحكومة بالنفاق، وسألوه عما إذا كان يصلى فى الخارج أثناء عمله، وعندما أدلى بتصريح عن موافقته بالسماح لحزب للإخوان وجه له خصومه باسم الدولة المدنية أنه يسمح بحزب على أساس دينى، وعندما سئل عن رأيه فى المادة الثانية من الدستور وأبدى رأيه فى رغبة بتغييرها اتهمه السلفيون بأنه يحارب الإسلام وأعلنوا تأييدهم للنظام القائم لمجرد أنه يحتفظ بالمادة الثانية من الدستور، بل إن أحد المتحدثين فى قناة الناس قال إن من ينتخب البرادعى يحارب الله ورسوله، وإن كل من ينتخبه من المواطنين يحارب الله ورسوله أيضا.

وعندما أبدى رأيه فى الحجاب هاجمه نائب جامعة الأزهر فرع أسيوط، وقال إنه يزدرى الأديان ويسخر من شعائرها، ويستهزئ بالحجاب ، ولا يمكن للمصريين أن يثقوا فى شخص يزدرى شعائرهم ويسخر من قيمهم وثقافتهم.

وبدا الأمر مليئا بالتناقضات، فتارة هو ضد الشريعة وأخرى هو ضد الدولة المدنية، وثالثة هو ينافق المتدينين، ورابعة يداهن الكنيسة، وعندما قال إنه استمع لشكاوى أقباط يشعرون بالظلم اتهم بأنه يتبنى أجندة أجنبية. وفى السياسة عندما أبدى رأيه فى نسبة الخمسين فى المائة عمال وفلاحين فى البرلمان، كانت الفرصة لأعضاء فى الحزب الوطنى ليبدأوا هجوما عليه ويتهمونه بأنه إقطاعى، وعندما تحدث عن العدالة الغائبة اتهم بأنه يدعو للشيوعية. بل إنه لم يشارك فى مظاهرات 6 إبريل، وهو أمر فتح عليه هجوما من جبهة قريبة منه حيث اتهمه البعض بالتقاعس والتردد، بل والخوف.

كل فصيل يسأل البرادعى: "انت معانا ولا مع التانيين"، والرجل كلما أجاب باتجاه فصيل يجد نفسه فى مرمى انتقادات الفصائل الأخرى، دون أن يمتلك القدرة على التقاط الأنفاس، والغريب أن أنصار البرادعى أو مؤيديه بدأوا ردهم من خلال هجوم مضاد دون التوقف ومناقشة ما يطرح من أسئلة، ولم يحاولوا تفهم الهجوم أو طبيعته، وأن المعركة فى الأساس سياسية تحتاج إلى تفاعل سياسى، ولا تكفى معها النيات الحسنة. هناك كثيرون يطالبون بالتغيير ويريدون إجابات على أسئلة اقتصادية وسياسية، واجتماعية لا تزال غير واضحة.

بعض من أنصار الرجل بدوا نافذى الصبر غير قادرين على التوقف للاستماع إلى آلاف الأسئلة التى يطرحها رأى عام متعدد ومختلف، بل وأحيانا متناقض، وليس بالضرورة معارض أو حاقد أو عدو، ولسان حال أنصار الرجل فى كثير من الأحيان فى مواجهة أية أسئلة " انت معانا ولا مع التانيين"، وهو سلوك أصبح واحدا من أنصار الرجل وخصومه، ليبدو الأمر كله فى إطار معركة فى المكان وتفاؤل مشوب بحذر ويحمل أحيانا بذرة التشاؤم والاستعجال، وأحيانا الارتباك. وغياب القدرة على السير فى اتجاه واحد وطرح نقاط محددة، دون الدخول فى مهاترات التصريحات الصحفية أو التلفزيونية التى تفرق أكثر مما تجمع.

وكل من يسأل البرادعى يصبح خصما، مع أن هذه الأسئلة مشروعة طالما تعلقت بالمستقبل، بعض من هم فى الجبهة اتخذوا مواقف مترددة تجاه الإعلام وبعضهم صنف الإعلام على انه إعلام معادى أو صديق مؤيد أو معارض، وهو أمر يصلح للقياس عند سلطة تحكم وليس عند مشروع. بل إننى وأنا أكتب هذا الكلام أتوقع أن يسأل البعض أنت مع من. فالبعض يخاف من أى أسئلة أو انتقادات مع أنها هى التى تصنع الصورة، وتضع الأمر ضمن النقاش العام. والقضية هى ليست معه أو ضده، بل هل أنت موجود أم لا، وأى خطاب سياسى يحاول اختراق الخصوم واجتذاب المترددين بخطاب يتجه نحو المستقبل، ولا يبقى طوال الوقت فى الماضى أو حوله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة