سعيد شعيب

خطيئة عائشة عبد الهادى

الإثنين، 22 مارس 2010 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادى، التعبير عن فرحتها بشفاء الرئيس، أعاده الله سالما، ولكن ليس من حقها استغلال المال العام فى ذلك، فقد أصدرت قرارا أمس بصرف 15 يوما للعاملين فى ديوان الوزارة، والسبب ـ كما قالت ـ نجاح العملية الجراحية للسيد الرئيس. وهو بدون شك إهدار للمال العام فى غير موضعه، وإجبار دافعى الضرائب على قرار لم يأخذ أحد رأيهم فيه.

كنت أظن أن هذه الطريقة قد قاربت على الانتهاء، وخاصة أن الرئيس طلب عدم نشر تهانى فى الصحف بشفائه، ومن قبل طلب عدم نشر تعازى فى وفاة حفيده رحمه الله، أى أن الرئيس بذات نفسه لم يطلب هذا النوع من المجاملات، فلماذا تتبرع به السيدة الوزيرة، ومن مال المصريين، وليس من مالها الخاص؟

ليس صحيحا ما قالته السيدة عائشة بأن الرئيس، شفاه الله، والد كل المصريين، فهذا نوع من الرياء السياسى لا يليق، فالرئيس مع كامل الاحترام له، هو رئيس السلطة التنفيذية لا أكثر ولا أقل، وهناك من يؤيدون سياساته وهناك من يعارضونه مثل أى موقع سياسي. فكما تعرف الوزيرة فإن الآباء لا يخوضون انتخابات لكى يمارسوا سلطاتهم، ولكن الرئيس يخوض معركة انتخابية ضد منافسين، ربما يكسب وربما يخسر.

إنه الميراث الردىء للاستبداد والميراث الأكثر رداءه للبيروقراطية التى تسبح فى العلن بحمد من هو أعلى منها. وإذا حدث لا قدر الله وتمت إزاحته، تسبح بنفس الإخلاص بمن أتى بعده.
الحقيقة أننى احترم الوزيرة عائشة عبد الهادى، وأرى أنها لعبت دورا مهما فى تغيير طريقة التعامل الأمنى والبيروقراطى مع الاحتجاجات العمالية، فتقلت الأداء من خانة العصف إلى خانة التفاوض، وهو ما فتح مسارا سلميا محترما، خفف الاحتقان ويعيد توزيع الثروة والسلطة فى بلدنا بشكل أكثر عدلا.

هذا النجاح هو ما يجب أن تفخر به الوزيرة النشطة، وأظن أنه السبب الأهم فى بقائها، فهى لا تحتاج لمجاملات غليظة يدفع ثمنها المصريين من جيوبهم، ولا تحتاج إلى أن تدعو زملائها الوزراء لأن يهدروا المال العام مثلها ويصرفوا مكافآت للمحظوظين فى وزاراتهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة