أكرم القصاص

نصب المواطن المجهول.. للسولار والعيش والبوتاجاز

الأربعاء، 10 مارس 2010 12:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بشرتنا حكومة الدكتور نظيف بأنها نجحت فى هزيمة الأزمة العالمية، مع أنها فشلت فى هزيمة الزبالة. واستطاعت عبور الإصلاح الاقتصادى، دون أن تجيد تنظيم المرور أو القضاء على الزحام. نجحت فعلا فى القضاء على المواطن الزائد، فى الطوابير، التى تكشف عن عبقرية نادرة لا تتوافر فى أى حكومة أخرى.

نجحت الحكومة فعلا فى الإصلاح المالى والاقتصادى بالقليل جدا من الخسائر، عشرات الآلاف من العمال خرجوا إلى المعاش المبكر، ولاتزال احتجاجات العمال تؤكد نجاح عملية الخصخصة فى عمر أفندى وطنطا للكتان، وامينستو وغيرها. لقد تم تصفية الشركات بلا بديل، وإضافة المزيد من العاطلين والقانطين إلى طوابير البطالة الممتدة بالملايين. كل هذا بفضل السياسات الحكيمة والخطط الرائعة لحكومة الحزب الوطنى التى باعت وصفت وأسقطت، بعد الاعتداء على الدستور والقانون.

علينا أن نصدق أن الحكومة رفعت نسبة النمو، مع أنها عجزت عن توفير أنابيب البوتاجاز، وأنتجت عددا من الأزمات المركبة، والحروب الأهلية الصغيرة على أنابيب البوتاجاز وأرغفة الخبز وحاليا بالأسواق والطوابير أزمة السولار وحرب البنزين 80 . الذى سقط شهيدا فى سبيل الحصول على السولار مثل شهداء سقطوا فى طوابير العيش وطوابير البوتاجاز.

ويبدو أننا لن نعود فى حاجة لإقامة نصب للمواطن المجهول تخليدا لذكرى كل الشهداء الذين فقدوا حياتهم فى طوابير السولار ومن قبلها الخبز والبوتاجاز، فضلا عن مواطنين يسقطون فى طوابير انتظار قرارات العلاج على نفقة الدولة التى توقفت بفضل المركزية الحكومية والخلاف على المسروقات بين قيادات الحزب ووزراء حكومة الحزب الوطنى، ولا يزال عمال المصانع والشركات المباعة بخسا، ينتظرون مصيرهم من الموت كمدا، بعد طردهم من مصانع وشركات بنوها بعرقهم. لينضموا إلى طوابير العاطلين وضحايا نجاح سياسات مالية واقتصادية تقتلهم.

كل هؤلاء المواطنين الذين يتساقطون تحت الأقدام وفى الطوابير، يعلنون للحكومة كيف أنها نجحت بشهادات الأجانب فى الإصلاح الاقتصادى والخصخصة، وكيف تعجز عن تنظيف الشوارع، مع أنها تحصل على مقابل مضاعف، وضرائب متضاعفة..

ومثلما نؤرخ للحروب العالمية سوف نؤرخ لأزمات هذه الحكومة التى تجعل المواطن فى دوامة الزحام والبطالة والغلاء، نؤرخ لأزمات تتكرر بمواعيد وحكومة تفشل بنفس المواعيد. نؤرخ لحروب الخبز والبوتاجاز والسولار. التى تزعم الحكومة أنها أزمة نفسية، مع أنها تعرف بقدومها دون أن تتحرك.أزمات تصل إلى الحرب والقتل، وتظل الحكومة تقدم التفسيرات الساذجة والتحليلات الخادعة بكل براعة. وفى انتظار المزيد من الإنجازات لحكومة الدكتور أحمد، أزمات وحروب تخلص البلد من المواطنين الزائدين، بدون أى جهد، مع الاحتفاظ بحقهم فى نصب تذكارى يخلد إنجازات حكومة نظيف فى قتل المواطنين كمدا أو فى الطوابير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة