ياسر أيوب

كلمة أخيرة لسيدة أولى

الجمعة، 05 فبراير 2010 12:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت وما أزال أؤمن بأنه ليس فى مصلحة مصر كل هذا الصخب الذى اعتاد الإعلام الرسمى ممارسته كلما شاركت سوزان مبارك فى أى اجتماع أو مؤتمر.. وإلى درجة أن هذا الإعلام بات يعتبر مجرد مشاركة السيدة الأولى وحضورها بمثابة النهاية والحسم لأى مشكلة والدواء والشفاء من أى وجع.. سيناريو قديم ومكرر وردىء لم يجرؤ أبداً هذا الإعلام على تغييره أو حتى تجميله..

وبالتالى كان علينا أن نعيش نفس هذا السيناريو من جديد حين التقت سوزان مبارك هذا الأسبوع مع أعضاء المجلس القومى للسكان فى حضور وزراء الثقافة، والأوقاف، والإعلام، والتضامن الاجتماعى، والقوى العاملة، والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى، والصحة، والتعليم، والتنمية المحلية، والأسرة والسكان.. التقت السيدة الأولى بكل هؤلاء فى اجتماع رسمى كان عنوانه وموضوعه هو متابعة كل الخطوات التنفيذية لمواجهة النمو السكانى..
وأرجو ألا تغضب منى السيدة الأولى إن قلت لها الآن إن هذا الاجتماع لم يشهد أى جديد.. نفس الكلمات ونفس الأفكار ونفس الرؤى القديمة التى لم تعد واقعية أو صالحة للاستخدام.. مشيرة خطاب وزيرة السكان قالت إن وزارتها بصدد صياغة رؤية مستقبلية للتصدى لهذه المشكلة.. أى أن الوزيرة كانت فقط تبشرنا برؤية مستقبلية لأزمة نتظاهر بأننا مشغولون بمواجهتها منذ أربعين سنة.. وفاروق حسنى وزير الثقافة أعلن أن قصور الثقافة ومكتبات الثقافة الجماهيرية ستقوم بتوعية المواطنين بهذه المشكلة.. وكم وددت لو كنت حاضرا وسألت فاروق حسنى إن كان يصدق بالفعل أن مواطنا واحدا سيذهب يوما ما إلى أقرب قصر للثقافة ليعرف كيف يواجه مشكلة الانفجار السكانى؟ وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى قالت إن وزارتها ستوفر التمويل والمنح اللازمة لبرامج جديدة لتنظيم الأسرة..

ونسيت فايزة أبو النجا أن تتساءل عن مصير المنح القديمة والملايين التى تم إهدارها فى برامج فاشلة.. وأنس الفقى وزير الإعلام قال إن وزارته ستعيد طرح القضية السكانية وسيتم عرض تنويهات عن تنظيم الأسرة فى جميع قنوات التليفزيون.. ولم يقدم أنس الفقى مع هذا الوعد أى تقارير أو دراسات بشأن جدوى الإعلانات التليفزيونية فى مثل هذه القضية وهل الناس فى مصر لا يزالون فعلا فى حاجة إلى حسنين ومحمدين زينة الشباب الاتنين ليدركوا أن فى مصر أزمة اسمها الانفجار السكانى..

وقال حاتم الجبلى وزير الصحة إن وزارته ستقوم بتعيين 2000 رائدة ريفية للإسهام فى مواجهة المشكلة.. ولا أعرف هل كان وزير الصحة جادا فى هذا الطرح أم أنه اضطر للحضور واضطر للكلام أيضا.. لكن فى الكلمة التالية كان الدور على عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية.. ويبدو أنه ارتبك هو الآخر ولم يملك ما يقوله.. فاضطر لتأكيد أن وزارته ستخاطب المحافظين لرفع مرتبات الرائدات الريفيات.. فى حين كان على المصيلحى فى منتهى الواقعية حين اختصر دور وزارته فى ثلاث كلمات غامضة تحتمل كل المعانى وقد لا يكون لها معنى على الإطلاق.. فقد قال إن وزارته ستقوم بالتنسيق والمتابعة والتقييم.. وتعددت بعد ذلك الخطب والكلمات.. ولست هنا ألوم أو أعتب على سوزان مبارك ولا أعتبرها مسئولة عن هذا الهزل الذى جرى وشارك فيه كل الآخرين.. ولن أطالب سيدة مصر الأولى بتقديم كل هؤلاء الوزراء لمحاكمة عاجلة سواء بتهمة السذاجة والاستخفاف وتسطيح قضية هامة ومقلقة تخص الوطن ومستقبله.. أو لإضاعتهم وقت السيدة الأولى الذى أؤمن بالفعل أنه غال وثمين وضيق وإجبارها على البقاء طويلا للاستماع لمثل هذا الكلام الفارغ.. ولكننى فقط أطالبها بأن تنفض يدها من كل ذلك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة