نحجت قطر بامتياز، فيما فشلت فيه مصر وغيرها من الدول العربية التى كانت تتطلع للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم، وأصبحت أول دولة عربية تنال شرف تنظيم أكبر تظاهرة كروية فى العالم.
بدا ملف قطر مبهراً وأنيقاً معتمداً على المستقبل، بينما كان ملف دولة مثل مصر يعتمد على الماضى ظناً من المسئولين القائمين عليه فى ذلك الوقت أن التاريخ وحده يكفى لاقتحام بوابة المستقبل.
اعتمدت قطر فى ملفها على آليات تكنولوجية متطورة سيتم تطبيقها فى الملاعب لتغيير البيئة الحارة إلى بيئة معتدلة، باستخدام الطاقة الشمسية للحد من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة، فقد أعلنت أنها سوف تنجز سلسلة من المشاريع العملاقة خصيصا من أجل عيون المونديال، حيث سيتمكن اللاعب من الخروج من الاستاد المكيف مباشرة إلى مترو أنفاق مكيف يوصله إلى الفندق الذى يقيم فيه، وبذلك سيظل اللاعبون طول الوقت فى درجة حرارة محددة تصل إلى 27 درجة مئوية بعيداً عن العوامل والمؤثرات الطبيعية الخارجية.
لقد اعتمد ملف قطر على الإعداد الجيد والاستعانة بالخبرات وأصحاب المهارات فى فن الإقناع وتوصيل المعلومة واستجلاب العواطف ومخاطبة المشاعر من خلال حديث الأشخاص الذين تحدثوا عن الملف من بينهم الشيخة موزة المسند حرم أمير قطر، بالإضافة إلى مجموعة المشاريع العملاقة والفنادق والبنية الأساسية التى أسالت لعاب بعض أعضاء الفيفا والمتابعين للملف.
لقد لعبت قطر بكل الأوراق من أجل تحقيق هذا الانتصار سواء كانت أوراق سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، وقد تكشف الأيام عن خبايا وأسرار وأوراق أخرى.
فقد استعانت قطر بطفل إسرائيلى فى لقطة من الفيلم التسجيلى أثناء عرض الملف القطرى يُعلن تأييده إقامة المونديال فى قطر، وأمنيته أن يتواجه منتخب بلاده مع المنتخبات العربية وأن يتصافح اللاعبون معًا ويتعرف كل منهما على الآخر.
وبالرغم من أن قطر سجلت بهذه الفقرة هدفا فى مرمى العرب والمسلمين إلا أنه رفع من أسهمها ومنحها العديد من النقاط للفوز بتنظيم البطولة، ولكن هذا الهدف كشف عن بعد سياسى أعمق بكثير من مجرد عرض هذه الفقرة، فقد يصبح منتخب إسرائيل أحد المنتخبات المشاركة فى كأس العالم 2022 بقطر وربما يكون وجها لوجه مع منتخب قطر أو أحد المنتخبات العربية التى قد تشارك فى هذه البطولة، وبالتالى أجابت قطر بهذه الفقرة على الكثير من الأسئلة التى يمكن أن يطرحها الغرب والأمريكان والإسرائيليون، بل أعلنت أنها بذلك نجحت من خلال الرياضة وامبراطوارية الفيفا فى تحقيق كل ما عجزت عنه السياسة الإسرائيلية والخطط الأمريكية على مدار خمسين عاماً من أجل التطبيع مع العرب على المستوى الرياضى والشعبى، فعندما تمتلئ المدرجات القطرية بالمشجعين الإسرائيليين ويصبح نجوم إسرائيل وجها لوجه مع أحد المنتخب العربية وفى أرض عربية تكون إسرائيل حققت كل أحلامها، وبالرغم من هذه الأبعاد السياسية التى قد يفسرها البعض أننى ضد هذا الفوز، إلا أن قطر محت بهذا الإنجاز إخفاقا كان يحمله الكثير من العرب وكشف عورات الكثير من المسئولين الرياضيين فى بعض الدول، وخاصة ممن حصلوا على صفر فى مونديال 2010.
لكن المؤكد أن قطر نجحت فى اللعب بكل الأوراق وكانت إجاباتها حاضرة قبل أن يتوجه إليها أحد أعضاء الفيفا أو الصحفيين بالسؤال.
ومنذ لحظات الفوز القطرى وخروج ممثلى الدول الأخرى والوجوم يسيطر عليهم إلا أن الإعلام الإمريكى والغربى بدأ على الفور البحث عن أسباب فوز قطر وبدأت بعض المدونات الشخصية والاجتهادات تشير إلى أن ملف قطر تم شراؤه بالمال، قد تكشف الايام القيلية بعض المفاجآت فى الملف، لكن فى النهاية يبقى فوز قطر بتنظيم كأس العالم إنجاز عربى بامتياز أثلج صدور كل العرب ليس بالفوز فقط، ولكن بالتقديم والعرض المميز والإبهار التقنى الذى تم استخدامه للتغلب على كل الصعوبات والعقبات الطبيعية والبيئية التى كانت تواجه قطر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة