ياسر أيوب

مصر وفاروق حسنى

من يأتى قبل الآخر فى الحرب على مقعد اليونسكو؟

الخميس، 04 يونيو 2009 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ياليت فاروق حسنى كسب إسرائيل ومن وراءها.. ولكنه فوجئ بأنها تشكره وتقبل اعتذاره واحمرت وجنتاها كثيرا بمثل هذا الغزل الحميم والدافئ من وزير مصرى.. ولكنها للأسف الشديد لن تستطيع السيطرة على جماعات يهودية كثيرة فى العالم كله معادية لفاروق حسنى

هى ليست أبدا معادلة حسابية، فالحساب ليس هو المادة الأولى بالرعاية والاهتمام والالتفات والمذاكرة حين تطغى السياسة على الأجواء وتمتلئ الآفاق بالسياسيين والوزراء، لأن الحساب الذى يؤكد أن حاصل جمع اثنين زائد اثنين يساوى أربعة، تعارضه السياسة التى لن تمانع مطلقا أن يصبح حاصل هذا الجمع ثلاثة أو خمسة أو عشرة، إلا أنه حتى بمعادلة السياسة وليس الحساب فإن فوز فاروق حسنى بمنصب مدير اليونسكو ليس انتصارا لمصر، وبالتأكيد فإن خسارة نفس الرجل لهذا المنصب لن تكون مطلقا خسارة لمصر.

وأنا بالتأكيد لن ألقى بمعادلتى بما فيها من أسماء وأرقام وعلامات ورموز فى وجه القارئ وأنصرف مسرعا أو هاربا أو عاجزا عن الشرح والتدليل والإقناع والمواجهة، ولكننى قبل كل ذلك أود التوقف عند حكاية أهم وأكبر من فاروق حسنى ومن أى منصب فى العالم، وهى حدود العلاقة بين مصر والمصريين، متى تصبح مصر حجة على المصريين وهل يمكن لأى سبب وفى أى ظرف أن يصبح أحد أو كل المصريين حجة على مصر، إذ إنه بات من الملاحظ أنه بعد فوز الدكتور بطرس غالى بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة كأرفع منصب سياسى على المستوى الدولى، وقد أصبح هناك ولعا فى مصر بمطاردة المناصب الدولية، حالة من الشغف والطموح المشروع قادت مصريين للجلوس على مقاعد عالمية، فأصبح الدكتور محمد البرادعى رئيسا لوكالة الطاقة الذرية، ونجح الدكتور حسن مصطفى رئيسا للاتحاد الدولى للعبة كرة اليد، وأصبح هانى أبوريدة عضوا فى المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم، وفى كل مرة ينجح فيها مصرى فى الوصول لأحد هذه المناصب الدولية، كان الإعلام المصرى بكافة فصائله وأشكاله يحرص على تصوير الأمر، بشكل صارخ وفج وغير مفهوم وغير مقبول أيضا، وكأنه انتصار لمصر وللمصريين جميعهم، وغالبا ما كانت الشاشات التليفزيونية المصرية فى مثل تلك الأوقات تزدان بعلم مصر وصور هؤلاء المصريين الرائعين مع خلفيات موسيقية وغنائية من نوعية المصريين أهمه ويا أحلى اسم فى الوجود وحبيبتى يا مصر، وفى مثل تلك الاحتفالات كانت تسقط أحيانا بالعمد وغالبا بالغفلة كل ما بقى من فوارق بين الخاص والعام، بين مصر والمصريين، وهكذا باتت مصر نفسها هى التى جلست على مقعد الأمين العام للأمم المتحدة، وهى التى تدير وكالة الطاقة الذرية، والاتحاد الدولى لكرة اليد وتشارك فى إدارة الاتحاد الدولى لكرة القدم، وبات كثيرون جدا فى مصر يرددون ذلك ويفاخرون بذلك، ولكنهم بدون أى إحساس بالخجل والحياء تناسوا عمدا كل ما قالوه بعد إخفاق بطرس غالى فى البقاء أمينا عاما للأمم المتحدة لفترة ثانية لأول مرة فى تاريخ المنظمة العالمية الكبيرة، وسيتناسون كل كلامهم القديم لو أخفق الدكتور حسن مصطفى فى انتخاباته المقبلة أو خرج هانى أبوريدة من الفيفا، بل ولم يتذكر أحد من هؤلاء جميعهم مصر مطلقا والدكتور إسماعيل سراج يخسر معركته لرئاسة اليونسكو، نفس المعركة التى يخوضها الآن فاروق حسنى، وقد وجدت أنه من المناسب الآن، ومن الضرورى جدا، أن نتوقف ونضع حدا فاصلا، دائما وواضحا، لمثل هذا الخلط الفاضح والفادح ومثل هذه الفوضى والعبث والخلل التى لا تعرفها الدول الكبرى والراسية والعريقة فى عالمنا.

ولست أقصد بذلك أننى ضد فاروق حسنى أو أننى لا أتمنى نجاحه مديرا لليونسكو، بالعكس، أنا أتمنى صادقا ومخلصا أن ينجح وزير الثقافة فى بلدى وأن يصبح المسئول الأول عن إدارة وحماية ثقافة العالم كله، ولكننى كما سبق وأوضحت وأكدت، سأرفض هذا النجاح لو كانت مصر نفسها هى ثمنه، وهو رفض قاطع وحاسم ونهائى وغير قابل للمساومة والنقاش والمراجعة والتبديل، كما أننى أرفض أن يتنازل فاروق حسنى عن كثير أو بعض مبادئه وعقائده الفكرية والسياسية والتاريخية ليفوز بهذا المنصب، ولكن الرفض هنا ليس ملزما لفاروق حسنى نفسه، ويحتمل كل النقاشات الممكنة وغير الممكنة، ويبقى القرار النهائى بشأنه لا يملكه إلا فاروق حسنى وحده، وقبل الحديث بوضوح وتفاصيل عن كل ذلك، يلزم الآن الاتفاق على عدة أمور ونقاط أساسية، وأول ما يلزم الاتفاق عليه هو: من تحديدا الذى يخوض الآن السباق على إدارة اليونسكو؟ هل هى مصر بمؤسستها الرئاسية وحكومتها أم هو فاروق حسنى المواطن المصرى أو حتى وزير الثقافة المصرى؟ وفى حدود معلوماتى المتواضعة فإن منصب مدير اليونسكو منصب مطروح للتنافس عليه بين أفراد وليس بين دول أو حكومات، وهو ما يعنى أننا كعادتنا نهوى الخلط بين العام والخاص، يعنى ذلك أيضا ضرورة أن تخرج مصر برئاستها وحكومتها ومؤسساتها ودوائرها وإداراتها الرسمية من مثل هذا السباق الانتخابى الفردى العالمى، وبالطبع سيعارضنى كثيرون فى ذلك، سواء لأنهم مدفوعون بتلك القناعات الخاطئة عن الفرد المصرى الذى يصبح فجأة هو مصر كلها، أو لأنهم يجدون الرئيس مبارك مهتما بمثل هذا الترشيح ويكتشفون أن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مهموم بمثل هذا الملف، وبالتأكيد سيحب هؤلاء مواجهتى بأنه لو كان هذا السباق شخصيا وفرديا، فكيف أمكن أن يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته الأخيرة لمصر للرئيس مبارك بوقف حرب إسرائيل ضد فاروق حسنى مقابل بعض المكاسب التى تريدها إسرائيل من مصر، وأنا لا أشكك فى هذه الرواية، ولا أنفيها، ولكن فقط أستدعيها من مصادرها وحسبما نشرتها صحيفة ها آرتس الإسرائيلية وما جاء على لسان المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ولا ألوم إسرائيل وحكومتها على ذلك، ولا ألوم الرئيس مبارك أيضا على ذلك، ولكننى ألوم وأعتب على كبار العاملين فى البلاط الرئاسى والحكومى الذين استهواهم هذا الخلط واستسهلوا الحديث باسم مصر ورئيسها كلما وجدوا ذلك ممكنا ومناسبا، فخلقوا بذلك دون داع أو ضرورة ورقة للتفاوض وضعوها فى أيدى رئيس حكومتهم يواجه بها رئيس بلادنا ويسأله عن ثمنها وعن المكاسب التى ستجنيها إسرائيل إن ألقت بتلك الورقة بعيدا عن مائدة اللعب، ولم ينتبه هؤلاء العاملون كالعادة إلى أنه لم يكن يصح أو يليق أو ينبغى منح إسرائيل أى أوراق تفاوض مجانية بمنتهى الكرم والسذاجة والغفلة بينما المنطقة كلها تستعد لمرحلة شديدة التوتر يعاد فيها رسم خرائط السياسة والجغرافيا ومعاودة تقييم حقائق التاريخ فى ظل إدارة أمريكية جديدة ومغايرة ورئيس أمريكى سيخطب لأول مرة فى جامعة القاهرة موجها كلامه لكل مسلمى العالم، ولم يكن ذلك هو الخلل الوحيد الحاصل، فقد سبق وأعلن فاروق حسنى اعتذاره لمصلحة ضحايا الهولوكوست وتضامن مع هؤلاء الضحايا رغم أن الرؤية المصرية الرسمية لا تزال ترفض الاعتراف بالهولوكوست أصلا وتعتبره وسيلة صهيونية لخلق حقيقة من وهم يمكن الاستناد إليها لابتزاز أوروبا طول الوقت والعالم كله حين تقتضى الحاجة ذلك، ولم يتضح حتى الآن هل كان ذلك مجرد تغيير شخصى فى رؤية إنسان لإحدى حوادث التاريخ أو أكاذيبه أم أن مصر نفسها هى التى قامت بعملية المراجعة واستقرت على شطب رؤيتها القديمة واستبدلت بها رؤية مغايرة ومغازلة للإسرائيليين ويهود العالم، وقد يكون ذلك صحيحا ولكننا لم ندر بعد بهذا التغيير، وقد تكون مصر لا علاقة لها بمثل هذا الأمر وإنما هو مجرد اجتهاد وطرح شخص يخص أحد الوزراء الذى كان ينبغى عليه ألا ينسى أنه لا يمثل نفسه فقط كأى مواطن مصرى وإنما هو وزير فى حكومة تتحدث باسم بلد وتحكم وتدير هذا البلد وبالتالى هو ليس حرا على الإطلاق فى انتهاج أى سياسة معادية أو مغايرة لسياسة هذا البلد.

على أى حال، أنا لم أجب بعد على السؤال الافتراضى الذى تخيلت أن معظم من سيعارضوننى سيطرحونه الآن أو فيما بعد، وهو: إذا كانت انتخابات اليونسكو فردية فلماذا تقحم حكومات العالم نفسها فى مثل هذا الأمر، وللإجابة على مثل هذا السؤال، أود التأكيد على أنها بالفعل انتخابات فردية، يخوضها أفراد وأشخاص لا يمثلون حكوماتهم ولا تصدر بترشيحاتهم قرارات جمهورية أو مراسيم ملكية، ولكن ذلك لا يمنع أن تهتم الحكومات بمرشحيها، وأن تدعمهم، وغالبا ما يجرى ذلك فى الخفاء وبعيدا عن الاجتماعات والاتفاقات الرسمية والتى يتابعها الإعلام ويرصد تفاصيلها بالكلمة والصورة، وذلك حتى لا تصبح هذه الحكومات طرفا فى اللعبة، ولا تتحول من حكومة تؤيد وتراقب وتبارك وتتمنى إلى لاعب بات من الضرورى أن يخضع لكل شروط اللعبة وقواعدها، وعلى سبيل المثال، ومنذ يومين فقط، أذاعت هيئة البى بى سى البريطانية الوقورة تقريرا مطولا افتتحته بإعلان أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصرى، عن دعم فرنسا وتأييدها ترشيح فاروق حسنى لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، وفى السطر التالى مباشرة كانت هيئة البى بى سى تنقل ردا رسميا من باريس يؤكد أن فرنسا لم تعلن ولم تقرر أى شىء بخصوص اليونسكو وانتخاباتها المقبلة، واضطر فاروق حسنى نفسه، فى محاولة يائسة وغير مجدية لإنقاذ ماء وجه أبو الغيط والحكومة المصرية كلها، لأن يؤكد أنه سبق أن التقى برنار كوشنير، وزير الثقافة الفرنسى، وأن الفرنسيين كانوا دائما مؤيدين لمصر وللعرب، فكان أن فهم حسنى وأبوالغيط ضمنيا أن حكومة فرنسا تؤيد ترشيح حسنى لليونسكو وهو ما اضطرت باريس لأن تنفيه شكلا وموضوعا.

ما معنى ذلك، وما الذى منع أحمد أبو الغيط كوزير لخارجية مصر من أن يتفاوض سرا وبشكل غير رسمى مع وزراء خارجية العالم كله لتأييد ترشيح فاروق حسنى، ولكن بدون أن يهرول وزير خارجية مصر ويواجه الصحفيين المصريين الطيبين دوما والأجانب الخبثاء والملاعين بأن العالم كله يتسابق لتأييد المرشح المصرى، من الذى أفهم أبوالغيط أنه من اللائق والمناسب الزج باسم مصر فى مثل هذا الأمر، وقد تفضل إريك شوفالييه، المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية، وأعطانا درسا بالغ الضرورة والأهمية والحساسية، فقد قال إن انتخابات اليونسكو ستجرى فى شهر أكتوبر المقبل، ولا يزال هناك وقت كاف لدراسة كل برامج المرشحين قبل أن تتخذ فرنسا قرارها وإن كانت فرنسا أبدا لا تعلن عن قرارها واختيارها وتحتفظ به لنفسها ووفق حساباتها الخاصة ومصالحها المباشرة.

وقد تزامن الإعلان عن وجود مرشح أوروبى قوى منافس لحسنى، وبين قرار حسنى نفسه أن يكتب مقالا أصبح شهيرا الآن فى صحيفة اللوموند الفرنسية العريقة يعتذر فيه لإسرائيل وحكومتها وشعبها عما بدر منه سابقا ومن الجائز أن يفهم باعتباره إهانة أو إساءة لإسرائيل، المرشح الأوروبى القوى، امرأة وليست رجلا، وهى بينيتا فيريرو فالدنر، مسئولة العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوروبية، وقد دارت بينى وبينها سابقا مراسلات كثيرة بشأن دعم المفوضية الأوروبية لمشاريع تخص أطفال الشوارع فى المملكة المغربية، وكان من المفروض أن أذهب إليها العام قبل الماضى فى بروكسل لاصطحبها إلى مدينة فاس لتشارك فى افتتاح أكاديمية هناك للفقراء وللصغار ولكن حالت ارتباطات لها عاجلة ومفاجئة دون إتمام هذه الرحلة، وما يعنينى من ذلك أننى أعرف هذه المرأة وأعرف بشكل شخصى مدى قوتها ونفوذها وذكائها الحاد وخبراتها الدبلوماسية والسياسية سواء على الساحة النمساوية أو عبر المفوضية الأوروبية، ولا أقصد مطلقا أنها أفضل أو أقوى من فاروق حسنى، بل إن فاروق حسنى لا يزال حتى هذه اللحظة هو المرشح الأوفر حظا والأقرب للمنصب وللمقعد المشتهى، ولكننى أقصد أنها بدأت حملتها وافتتحت مشاركتها فى السباق على رئاسة اليونسكو فى نفس الوقت الذى كان فيه فاروق حسنى يرتكب أحد أخطائه الفادحة والكبيرة والمزعجة، وأقصد به هذا المقال الذى لم يعد هناك تراجع عنه ولم يعد هناك أى شك فى أنه لم يكن مقالا صحفيا، أو حتى منشورا انتخابيا ودعائيا نشرته اللوموند الفرنسية، وإنما أصبح فاصلا من غزل صريح لإسرائيل، وبهذا الغزل، قرر فاروق حسنى دون أن يدرى أن ينصب إسرائيل سلطة أكبر على اليونسكو، وأن بوابات اليونسكو لن تفتحها إلا إسرائيل، ورضاء إسرائيل، ولم يتخيل فاروق حسنى أنه لم يكن بهذا المقال لاعبا شاطرا، فرمية واحدة لورقة خاطئة على مائدة اللعب، جعلت القوى الأساسية التى تسانده تراجع نفسها كثيرا وطويلا فى تأييدها له، سواء فى المعسكر العربى أو الإسلامى أو الأفريقى، وياليت فاروق حسنى كسب إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ولكنه فوجئ بأن إسرائيل تشكره وتقبل اعتذاره واحمرت وجنتاها كثيرا بمثل هذا الغزل الحميم والدافئ من وزير مصرى، ولكنها للأسف الشديد لن تستطيع السيطرة على جماعات يهودية كثيرة فى العالم كله معادية لفاروق حسنى ورافضة ترشيحه لإدارة اليونسكو، وعلى سبيل المثال، أكدت إسرائيل أنها لا تستطيع شيئا أمام مقال سابق، أيضا فى اللوموند، حذر فيه ثلاثة من يهود فرنسا الكبار، السياسى إيلى فيزال الفائز بنوبل للسلام والكاتب والفيلسوف برنار هنرى ليفى والسينمائى كلود لاتزمان، من قبول مبدأ تسليم اليونسكو لرجل مثل فاروق حسنى سبق أن قال فى الماضى تصريحات كثيرة، مقززة، ضد الثقافة الإسرائيلية واصفا إياها بأنها عنصرية، وسبق له أن رفض وأدان سيطرة اليهود على وسائل الإعلام العالمية.

ولم تكن هذه هى المشكلة، وإنما كانت مثلا فى كاتب وأديب رائع فى حجم وقامة محمد سلماوى أكد أننا، أى المصريون، ظلمنا إسرائيل حين اتهمناها بمعاداة مرشح مصر لمنصب مدير اليونسكو، وتوقف سلماوى عند تصريحات نتنياهو للرئيس مبارك بأن إسرائيل ستوقف حربها ضد حسنى وقال سلماوى إن ذلك يعد موقفا مسئولا لدولة تحترم تعهداتها وإننا لا نشك لحظة فى أن إسرائيل ستلتزم به حرفيا، ولا أعرف من الذى يدير المطبخ الدعائى والانتخابى لفاروق حسنى، ولكننى أتهمه بالغفلة والعجز والتقصير، ولا أعرف ماذا كانت حساباته واستراتيجيته وهو يجعل وزيرا مصريا يغازل إسرائيل على صفحات اللوموند ويجعل كاتبا قديرا ورائعا مثل سلماوى يغازل إسرائيل على صفحات المصرى اليوم، وما هى أبعاد وحدود هذه الصفقة، ما هى مكاسبها وهل تم حساب خسائرها، وما الذى أعطته إسرائيل فى المقابل ثمنا لكل ذلك؟ وأخشى أن إسرائيل أخذت كل ما أرادته ولم تعط فى المقابل أى شىء له قيمة حقيقية، بما فى ذلك الوعد الحكومى للرئيس مبارك.

وتبقى كلمة أخيرة لفاروق حسنى، وهو رجل أدار الثقافة المصرية لسنوات طويلة، انحاز للمثقفين ودافع عن حرية الإبداع ودفع فواتير كثيرة وتحمل أكاذيب وشائعات ارتبطت به مقابل أن يبقى مدافعا عن وهج الثقافة وطاقات إبداعاتها، وفى هذه الكلمة، أرجوه أن يتمالك أعصابه أكثر من ذلك، وأن يدير معركته بذكاء وحكمة أكثر من ذلك، وألا يندفع فى الإساءة لمن يختلفون معه فى الرأى مثلما جرى مؤخرا مع الفنان حسين فهمى والذى اتهمه حسنى مؤخرا بأمور كثيرة لا يجوز قبولها رغم أن حسنى هو الذى كان دائم الإشادة بالفنان الكبير حين اختاره لإدارة مهرجان القاهرة السينمائى، فمن الممكن أن يفوز فاروق حسنى بإدارة اليونسكو أو يخسر، ولكن ليس من الضرورى أن تخسر مصر، ولا أن يخسر كل أصدقائه القدامى، وكل الناس.

لمعلوماتك...
1938 ولد فاروق حسنى فى مدينة الإسكندرية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة