ناصر عراق

لماذا اختار أوباما جامعة القاهرة؟

الخميس، 04 يونيو 2009 10:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لجامعة القاهرة فى وجدان المصريين منزلة رفيعة، فهى أول جامعة أسست فى العالم العربى عام 1908، ومنها خرجت أجيال من مثقفى ومبدعى مصر وعلمائها، على رأسهم عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى نال درجة الدكتوراه من هذه الجامعة عام 1914، وفيها تخرج نجيب محفوظ عام 1934.

أما الوطنية المصرية فقد ترعرعت واشتد عودها على يد طلاب هذه الجامعة على مر العصور، فهم الذين نددوا بالاحتلال الإنجليزى واستبداد الملوك وفسادهم (فؤاد وفاروق). والطلاب هم أول من احتجوا على هزيمة 1967، وأول من ناصروا وانتفضوا مع العمال والبسطاء ضد السادات فى يناير 1977 عندما رفعت حكومته أسعار السلع الأساسية. وهم الذين نظموا المظاهرات تعبيراً عن غضبهم من سياسات النظام الحالى. باختصار الطلاب كانوا ومازالوا وقود حركات التمرد والرفض لكل ما هو فاسد ومعطوب فى واقعنا السياسى.

حسناً... لماذا اختار أوباما جامعة القاهرة تحديداً على الرغم مما لها من تراث إيجابى ليلقى من خلالها كلمته إلى العالم الإسلامى؟
لاحظ من فضلك أن تحديد الزمان الذى يأتى فيه أوباما إلى مصر كان من العاصمة الأمريكية. وكذلك المكان الذى سيتحدث منه إلى العالم، وهو أمر غريب حيث من المفروض أن الدولة المضيفة هى التى تعلن ذلك. إن اختيار أوباما لجامعة القاهرة يكشف عدة أمور: أولها إنه يفضح بهذا الاختيار بؤس مؤسسات الحكم وأبرزها مجلس الشعب، الذى يعرف أوباما - كما نعرف نحن - أن التزوير هو الذى أتى بمعظم الأعضاء إلى قاعة المجلس، فلم تكن هناك انتخابات حرة ونزيهة ولا غيره!

عدم اختياره للأزهر هو الأمر الثانى الذى يؤكد أن أوباما يدرك تماماً مدى الخنوع الذى بلغته إدارة هذه المؤسسة المهمة! فلم يعد الأزهر كما كان فى الأيام الخوالى منارة للثورة على الاحتلال وفساد الحكام، وبطش السلطات، بل صار بوقاً يردد ما يريده الحاكم حتى لو كان يخاصم أشواق الناس وأحلامهم! لم يبق أمام أوباما إذن سوى جامعة القاهرة ذات التاريخ العريق، على الرغم من أن وضعها الآن ليس على ما يرام، حيث لم يتم اختيارها - لا هى ولا أى جامعة عربية أخرى - ضمن أفضل 500 جامعة فى العالم! .. وحسناً فعل!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة