شيماء تنهى تعذيب ملايين المرضى بـ«أكل العيانين» وتنتظر موافقة الجبلى على تنفيذ المشروع

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:40 ص
شيماء تنهى تعذيب ملايين المرضى بـ«أكل العيانين» وتنتظر موافقة الجبلى على تنفيذ المشروع شيماء
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفكار شيماء مبهرة، وقدرتها على المبادرة وعلى الصبر والتنفيذ تستحق الإشادة والمساندة، فهى تحل مشاكل ملايين المرضى فى بلدنا، وتنهى الجملة المزعجة «أكل عيانين»، وهو ما يساعد دون شك على العلاج ويسهل على الأطباء ويوفر على البلد استيراد هذه الأطعمة من الخارج، ناهيك عن حلمها الذى لو تحقق سيوفر الآلاف من فرص العمل.

ونعتقد أن وزير الصحة دكتور حاتم الجبلى لن يتأخر فى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع المهم.. فهو فى مصلحة وزارته وفى مصلحة البلد.

كان «على» جارها فى الإسكندرية مريضا بالسكر، ونسبة الكرياتين فى الكلى مرتفعة، ولديه انسداد فى شرايين القلب، وحدد له الطبيب ثلاثة أنواع فقط من الغذاء هى «الكوسة والباذنجان والفلفل»، كره على الطعام الذى لا يتغير وكره نفسه، وبالتالى كان لا يستطيع منع نفسه عن الأطعمة الأخرى بما يخالف تعليمات الطبيب، ولا يفيده العلاج الذى يتناوله، ولكن شيماء إسماعيل الحاصلة على دبلوم متوسط قسم مطبخ وبكالوريوس إدارة فنادق كانت لديها الحلول التى خففت من معاناته.

كانت تقدم له الطعام المحدد له بطرق طهى مختلفة، وكانت تقدم له كل يوم طريقة طهى مختلفة لهذه الأصناف، تقدم له المحشى من الأنواع الثلاثة باستخدام «أرز بنى» بسبب مرضه بالسكر، وتشوى له الكوسة مع الفلفل، وتستخدم بدلا عن الملح، الليمون والباذنجان، لدرجة لا يشعر معها أنه يتناول طعاماً عادياً، بالإضافة إلى سلطة الباذنجان والباذنجان المشوى وشربة الخضار، والأنواع السابقة «مسلوقة»، كما تقدم له المطبوخ منها أيضا، وهكذا استطاعت شيماء بطرق بسيطة أن تنهى مشاكل «على» ومخالفاته لتعليمات الطبيب المعالج، حتى أسرته طلبت من شيماء أن تقدم لهم من ذات الطعام.

مرضى التوحد زاد عددهم فى السنوات الأخيرة، إلى درجة أنه يعتبر مرض العصر. ووصل عدد المصابين فى مصر 363 ألف مصاب، ومعظمهم لديه حساسية من مادتى الكازين الموجودة فى اللبن ومشتقاته، والجلوتين وهو البروتين الموجود فى القمح والشعير ومشتقاتهما، فكان سؤال شيماء: كيف أقدم طعاما بديلا للأطفال يخلو من هاتين المادتين؟
شيماء تواصلت مع الأطباء، وعرفت أن بعض أسر مرضى التوحد يشترى طعاما جاهزا من السعودية التى تستورده من دول أوروبية، وبعضهم لا يهتمون أصلا، ولكنهم يخبئون الأطعمة التى تضر أولادهم مثل اللبن، مما جعلهم يخوضون تحديا، هو تجهيز طعام يحسن تفاعل المريض مع المراكز التعليمية، وينخفض لديه معدل السلوك العدوانى وإيذاء الذات.

فى البداية وجدت شيماء أن قائمة الممنوعات كثيرة، «اللبن والأجبان والآيس كريم والعيش والبسكوت..»، مما يعنى أن المأكولات الرئيسية خاصة التى تهم الأطفال ممنوعة عنهم، وتم التوصل إلى منتجات خام بديلة تستورها مصر من الخارج، فاشترت المادة الخام التى يصعب على أى فرد إنتاج طعام منها بطعم جيد، وقدمت لهم كل المنتجات الممنوعة عنهم، الكيك والبسكوت والآيس كريم وفطائر «مقاربة للعيش فى الشكل» وذات طعم رائع، وبانيه الفراخ واللحمة والجمبرى والبطاطس»، وكانت النتائج إيجابية، أن إحدى الأمهات جاءتها تبكى قائلة «إنتى بالنسبة لى رحمة من ربنا، معاى طفل مريض بالتوحد والتانى سليم كان قلبى بيتحسر، لما كل واحد يأكل وحده دلوقتى آخد الطعام منك والاتنين وأنا ناكل منه».

مشروع شيماء إسماعيل يمتد لكل أصحاب الأمراض الحساسة، وتستخدم أسلوبا مبتكرا، وهو تحديد احتياجات كل واحد منهم، بالاضافة إلى البعد الثقافى والاجتماعى. تقول: «أنا بقعد مع الحالة، وأعرف نوع مرضه، والطعام اللى الدكتور مانعه وأعرف مستوى الدخل والعادات الغذائية واللى بيحبه من الطعام، والمستوى الثقافى عشان أعرف أقدم وجبة تتناسب معاه».

ونظرا لأن تكلفة الطعام عالية بالنسبة لبلد مثل مصر، الفقر ينخر فى أكثر من نصف أبنائه، لم تستغل شيماء علما أعطاه الله لها، ولذلك عقدت ندوات فى العديد من الجمعيات الأهلية لتوعية أمهات مرضى التوحد والكبد والكلى والسكر والضغط، بطرق الطهى التى تجعلهن يقدمن طعاما، ولا يشعر المريض بأنه محروم من أى شىء.

شيماء تنتقد طعام المستشفيات قائلة: «طرق الطهى واحدة، الخضار والرز بيكونوا مسلوقين وبدون ملح، وبالتالى المريض بيرفض الطعام ده ويضايق ويزهق منه، وكمان بيأثر عليه نفسيا، أنا هقدم طرق طهى مختلفة، هيحبها المريض، وهيكون نفس شكل الأكل اللى بياكل منه جميع عائلته، وبنفس الطعم».

شيماء تحلم بتعميم فكرتها فى المستشفيات الحكومية والخاصة، ولذلك قدمت مذكرة لوزير الصحة بفكرتها، كما تحلم بتعميم فكرتها فى مصر عن طريق تقديم برنامج تليفزيونى تستطيع من خلاله تعريف كل المصريين الذين لديهم أبناء وأطفال مرضى.

حاليا شيماء إسماعيل تجهز لمساعدة مرضى الإعاقة الذهنية «الفنايل كيتوريتا»، الذين يحتاجون أطعمة خالية من «فنايل الأنيين»، والتى توجد فى الألبان والبروتين، واللبن الخاص بهم يصرف فى القاهرة من معهد البحوث.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة