ياسر أيوب

ياسر أيوب يكتب

المايسترو و أنا

الخميس، 12 فبراير 2009 08:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فنجان قهوة.. كان جائزتى التى يقدمها لى صالح سليم كلما اجتهدت وأجدت الكتابة أو الكلام.. ونادرا ما كان يحدث ذلك.. أقل من عشرة فناجين قهوة فى عشر سنوات قضيتها قريبا جدا من صالح سليم أشاركه أيامه ولياليه.. أحاوره وأصغى لحواراته مع الآخرين.. أشهد على قراراته وأشاهد ثوراته وانفعالاته.. وفى هذه المرات القليلة التى كان صالح يقرر أن يعد لى بنفسه فنجان القهوة.. يقف ويقول لى ضاحكا أنها ليست جائزة قليلة أو عادية أن أجد أمامى فنجان قهوة أعده بنفسه.. شخصيا.. صالح سليم.

ومات صالح.. وماتت معه معان كثيرة وغابت تلك الجائزة التى أصبحت أفتقدها مثلما أفتقد صالح ومساندته وخبرته وقوته وحكمته.. كثيرا ما توقفت أفتش وسط زحام الحياة عن صالح.. وكثيرا ما أحسست أننى كتبت أو قمت بما كان يستحق جائزة من صالح.. ولكننى فى كل مرة لم أجد صالح ولا وجدت القهوة.

وحين فوجئنا كلنا.. خالد صلاح والدكتور أحمد محمود وسعيد الشحات ومحمد الدسوقى وعصام شلتوت وأنا.. فى إحدى سهرات «اليوم السابع».. بأننا قضينا الوقت كله نتحدث عن صالح.. عن حياته ومشواره واختلافه عن الآخرين وسر قوته ونجاحاته.. ساد الصمت مكتب رئيس التحرير لدقائق قليلة مختلطا بنظرات متبادلة متسائلة.. حتى عدنا كلنا للكلام فى وقت واحد لنسأل.. ولماذا لا نعيد تقديم صالح سليم للناس.. ليس بمنطق النجم الذى نحتفى به مثلما هو حاصل فى كل مجالات حياتنا.. كاتب أو فنان أو سياسى نحتفل بذكرى الميلاد أو الغياب.. ونردد نفس الحكايات.. نحذف كل الأخطاء ونخترع المزيد من المزايا والفضائل.. وسنة بعد أخرى يتحول الذى نحتفى ونحتفل به من إنسان إلى أسطورة.. من شخص حقيقى وإنسان مثلنا إلى كائن خيالى وخرافى لم يمش يوما على الأرض مثلنا ولم يكن يوما بيننا أو مثلنا. رفضنا كلنا أن نتعامل مع صالح بمثل هذا المنطق.. لأننا أدركنا أن مثل هذه الاحتفالات الزائفة ليست هى ما يستحقه صالح منا.. ولا هى كل ما نقدر على تقديمه لصالح وعن صالح.. وبدلا من ذلك.. هناك فى هذه الحياة وفى مشوار هذا الرجل.. ما يبقى صالحا لأن يقال وأن يعرفه الناس اليوم وغدا.. هناك ما يمكننا أن نتعلم به وأن نستفيد منه فى حياتنا وفى مشاويرنا. وهكذا كان القرار الجماعى بأن أبدأ فى كتابة هذه الحلقات عن صالح سليم.. وأن أحاول أن أشرح لماذا كان صالح ولماذا نجح صالح ولماذا وكيف أصبح رجلا استثنائيا لا نشهد ولا نعرف كثيرين مثله بنفس قوته وكبريائه وشموخه.. إنها حلقات استثنائية عن رجل استثنائى.. عن المايسترو الذى كان أحب الألقاب إلى نفسه وقلبه.. المايسترو الذى حين مات.. حملته مصر فوق أعناقها وفى قلوبها ولم تبخل عليه بدعواتها ودموعها حتى بدا المشهد لمن يراه من بعيد وكأنه مشهد حب لا موكب موت.. كأن مصر عاشت كثيرا وطويلا تخفى حبها واحترامها وإعجابها بهذا الرجل حتى جاءت آخر لحظة يمكن أن تراه فيها.. فأرادتها لحظة تختصر كل مشاعرها وحبها.. لحظة كان وقتها يصعب على أى أحد وصفها بقدر ما يسهل فهم معناها.. ولكننى الآن سأحاول أن أعرف وأفهم السبب والمعنى والتفسير.

وقد بدأت أكتب.. وأنا أتمنى لو كان صالح لا يزال موجودا.. وأن يعجبه ما سأقوم بكتابته عنه.. لأنال الجائزة التى افتقدتها كثيرا وطويلا.. فنجان القهوة مع المايسترو


الحلقة الأولى: كبرياء الأهلى.. وحكاية رئيس اسمه صالح سليم
الحلقة الثانية: لماذا نجح صالح سليم رئيسا للأهلى؟
الحلقة الثالثة: عاشق الأهلى.. الذى رقص التانجو بسبب حسن حمدى.. وقرر أن يضرب لاعبى الزمالك
الحلقة الرابعة: الذين أحبهم.. والذين أبدا لم يحترمهم صالح سليم
الحلقة الخامسة: صالح وزينب.. أجمل قصة حب فى زماننا
الحلقة الأخيرة.. صالح سليم.. الذى لم يكن شيطانا.. ولا ملاكا أيضا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة