أعجبنى كثيرا الوصف الذى وصف به الزميل عبد الحليم قنديل الجدار الفولاذى، الذى تقيمه السلطات المصرية على الحدود مع فلسطين، حيث وصفة بالقربان المصرى لنيل الرضا الأمريكى والصهيونى، وبالطبع الكل يعلم أن هذا الجدار أنشأ بتمويل أمريكى صرف، من أجل حماية الكيان الصهيونى، ومازلت لا أدرى لما أقدم النظام المصرى على هذه الخطوة التى لا تزيدنا إلا عارا، خاصة وأنها تستهدف تشديد الحصار على غزة الأبية حتى تركع.
وعلى النظام المصرى أن يعلم يقينا أن هذا الجدار، صفحة سوداء جديدة فى ملف التفريط فى القضية الفلسطينية، وتسليم لإخواننا فى غزة لنار الحصار، فكلنا يعلم أن الأنفاق هى الرئة التى يتنفس منها أهل غزة، والمصدر الرئيسى للغذاء والأدوات المعيشية اليومية.
وقد ربط محللون سياسيون هذه الخطوة المصرية، برفض حماس للخضوع للسياسات المصرية، خاصة فى التفاوض، سواء مع فتح أو فى صفقة شاليط، وإدخال الوسيط الألمانى كبديل للمصرى.
وأنا أرى أن غزة خاصة وفلسطين عامة يعدان قضية أمن قومى لنا، فى خط الدفاع الأول عن الأراضى المصرية، والتفريط فيهما يعد انتحارا أمنيا، وعبثا سياسيا.
كما لابد أن نعلم إن كانت لنا مخاوف من حماس على الحدود، فالخوف الحقيقى يتمثل فى أن تكون حدودنا فى يد الصهاينة، الذين مازالوا حتى يومنا الحالى يعلقون خريطة كيانهم المزعوم بالكنيست وحدودها من الفرات إلى النيل.
كما لابد أن نعلم أيضا أن التصميم الأمريكى على قيام مصر ببناء هذا الجدار، لا يستهدف فقط تشديد الحصار على غزة، بل يستهدف هز صور مصر أمام العرب والأمة الإسلامية، فمنذ بناء هذا الجدار توالت ردود الأفعال الشعبية العربية لانتقاد هذا الموقف الغير مبرر من النظام المصرى.
إننا نبيع تاريخنا وجهادنا فى سبيل نصرة القضية الفلسطينية، والذى شهد لنا به الجميع، وأعلم جيداً أن الذى يجبرنا على السمع والانصياع للأوامر الأمريكية، والتفريط فى إخواننا فى غزة، هو كسب رضاء السيد الأمريكى لتمرير ملفات سياسية بعينها وعلى رأسها ملف التوريث.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة