سعيد شعيب

خوف مشروع

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أصدق عندما رأيتها، كان "بروشور" مدرسة لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامى لمسلمى إيطاليا، كان مكتوبا على أول صفحة فيه "أمس فتحنا القسطنطينية وغدا سنفتح روما".

تأملنى البروفيسور باولو برانكا أستاذ الأدب العربى بجامعة ميلانو والمسئول عن هذا المشروع.. كان ينتظر تعليقى.. وعندما طال صمتى، سألنى: لماذا يفعلون ذلك؟
الحقيقة لم تكن لدى إجابة، فهذه النوعية من المدارس قررت الدولة الإيطالية تأسيسها من أموال دافعى الضرائب فى إطار دمج الأجانب، دون تذويب هويتهم، أى يحافظوا عليها فى إطار التعدد السائد فى المجتمعات الغربية.. ولكن كانت هذه هى النتيجة.

فى اليوم الذى زرت إيطاليا منذ حوالى خمس سنوات لإلقاء محاضرة، قتل باكستانى مسلم ابنته فى جريمة شرف، وكان الفزع هائلا.. وكان السؤال الذى يطاردنى فى كل مكان أذهب إليه: لماذا؟

هذا لا يعنى أنهم أبرياء، فإذا كان هناك متطرفون مسلمون، فهناك أيضا متطرفون غربيون، ليس فقط دينيا ولكن حتى بالمعنى العرقى العنصرى، ولكن الفارق أن هذه المجتمعات فى قوانينها ودساتيرها لا تقنن التطرف والعنصرية ولا ترفض الحريات الفردية والعامة ولا ترفض بالطبع حرية التدين والاعتقاد.. طالما أنه لا يرتبط بدعوات عنف وتحريض وأى مخالفة للقوانين.
فهم يرون أن القادمون إلى بلادهم يُعاملون بشكل جيد، وليست هناك عقبات كبيرة للحصول على الجنسية ومن ثم تتساوى حقوقهم مع حقوق المواطن الإيطالى الأصلى.. فإذا كانوا يعاملون بكل هذا الاحترام.. فلماذا لا يحترمون القوانين التى منحتهم كل هذا، ولماذا يريدون هدم أسس المجتمعات التى منحتهم كل هذه الحقوق والتى لا يحصلون عليها فى بلادهم الأصلية (الإسلامية)، ثم إذا كانت هذه المجتمعات لا تعجبهم، فلماذا لا يعودون لبلادهم؟

السؤال منطقى، وإذا أضفت عليه دعوات التطرف التى يرددها بعض المسلمين هناك، وجمعتها مع تفجيرات 11 سبتمبر ودعوات العداء المطلق للغرب التى يسمعونها من بعض المتطرفين فى بلادنا.. وإذا أضفت أيضا فى حالة إيطاليا ما قاله لى عبد الواحد بلافيتشن رئيس المجلس الإسلامى، بأن أعضاء من جماعة الإخوان الذين يعيشون هناك يريدون تحويل إيطاليا إلى دولة دينية.. لابد أن نتفهم، وليس بالضرورة أن نتقبل، تخوفاتهم ورعبهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة