قلت لزميلى يوسف أيوب إن الزعيم الأسطورى نيلسون مانديلا نجح فى تحرير بلاده لأنه قرر عدم مواجهة عنصرية البيض بعنصرية منحازة للسود الذين يعبر عنهم، ومن ثم لم يطالب بإبادتهم أو رجوعهم إلى البلاد التى أتى منها أجدادهم الذين استعمروا جنوب أفريقيا.
فالرجل العظيم كان يؤمن أنه مطالب أيضا بتحرير البيض من عنصريتهم، ويدفع السود إلى الترحيب ببناء وطن حر ديمقراطى يقوم على مساواة فى الواجبات والحقوق، أى كان مطالبا بتحرير السود من عنصرية كانوا مضطرين للتخندق فيها ضد عنصرية البيض، وكان طبيعيا أن يواجه قوى باطشة عمياء فى كلا الجانبين، وكان يعرف أن مشوار التحرير طويل، فلن يتم بين يوم وليلة، لكنه سيأخذ سنوات وسنوات حتى بعد الإعلان القانونى عن الدولة الجديدة.
كان زميلى يوسف مجروحا ومتألما، فقد واجه الموت هناك فى السودان، وهو أعزل فى مواجهة عصابات مسلحة شكلها بعض الجزائريين للانتقام رغم فوزهم فى المباراة، وكان طبيعيا أن يقع فى فخ الحكم الإجمالى على كل الجزائريين بأنهم مثل هذه العصابات، ولكنه سرعان ما قال لى إن أصدقاء جزائريين اتصلوا به للاطمئنان عليه، وهو ما يعنى، رغم أنه شاهد الموت بعينيه، يرفض اتهام كل الشعب الجزائرى بأنهم بلطجية وهمج.. إلى آخر هذه التوصيفات العنصرية البشعة.
ولذلك أنا مع صديقى المستشار حسام مكاوى الذى قرر أن يرفع دعوى قضائية أمام الفيفا لاستعادة كرامة المصريين التى أهدرها بعض الجزائريين، فقانون المنظمة الدولية فيه عقوبات رادعة للأفراد والشخصيات الاعتبارية وللحكومات، ولدينا وفرة من الأدلة التى يمكن أن تتسبب فى عقوبة رادعة تصد مشعلى التمييز العنصرى والعنف والكراهية.
ناهيك عن أنه لا يجب أن يجرنا متعصبون وعنصريون فى الصحافة والإعلام إلى هذا الفخ، وأتصور ضرورة محاسبة المخطئين من كلا الجانبين عبر المؤسسات المسئولة مثل اتحاد الصحفيين العرب واتحاد الإذاعات العربية، حتى لو كانت العقوبات معنوية.
أما قطع العلاقات كما فعلت نوادى هيئات التدريس، فهذا عقاب جماعى، وفى تقديرى غير حضارى ولا يليق ببلد كبير وعريق مثل مصر، والتى عليها أن تكون أكثر رقيا من خصومها، فلا يمكنك حل المشكلة بذات الطريقة التى استخدمها من صنعوها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة