محمد منير

من زمانى أصف لكم ..فماذا عن زمانكم؟

الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معذرة أيها القارئ، فقد سقطت من فجوة زمنية انتهت بى بعد رحلة دامية مؤلمة إلى زمانكم.. ربما أفقدتنى الرحلة الإجبارية عبر فجوة الزمن أمنياتى وآمالى، وربما أيضا تلاعبت بمشاعرى وجزء كبير من عواطفى.. ربما دمرت قدرتى على العطاء الذى كانت فيه حياتى، والإحساس بالآخر الذى كان مصدر قوتى، ربما وربما .. ولكنها لم تفقدنى الذاكرة التى تحولت إلى غرفة إنعاش لبقايا الإنسان داخلى، ومصدر لاستمرار حياتى فى زمن يفتقد كل مصادر الحياة.

من الذاكرة أحدثكم.. فلا أمتلك ما أقدمه لهذا الحاضر إلا حديث الذاكرة، أصف به زمانى ..الذى ضاع منى وضعت منه.. لعلكم تجدون فى كلماتى بقايا من رائحته الجميله ودفئه الحنون.

أنا من زمن كان فيه سواد الليل آمناً ساكناً ملهما.. فماذا عن ليلكم؟
أنا من زمن كان نهاره عطاء كريماً.. فماذا عن نهاركم؟
أنا من زمن كانت شوارعه آمنة هادئة نظيفة.. فماذا عن شوارعكم؟
أنا من زمن كانت الأحلام تتنافس فيه مع الواقع جمالاً ولطفاً.. فماذا عن أحلامكم؟
أنا من زمن كانت فيه الأغنيات غذاء للروح.. فماذا عن أغنياتكم؟
أنا من زمن كان فيه النيل مصدراً للإلهام وملاذا للعشاق.. فماذا عن نهركم الآن؟
أنا من زمن كان فيه الفن متعة للنفس.. فماذا عن فنونكم؟
أنا من زمن كان فيه العلم كالماء والهواء.. فماذا عن تعليمكم؟
أنا من زمن كان فيه المعلم رسولاً.. فماذا عن معلميكم؟
أنا من زمن كان المثقف يدثر فيه بالكلمات ويقتات بالمعانى.. فماذا عن مثقفيكم؟
أنا من زمن كان الشعراء يحترمون فيه الكلمات ويقدسونها.. فماذا عن شعرائكم؟
أنا من زمن كان فيه العشق أول مراحل الحب.. فماذا عن مشاعركم؟
أنا من زمن كان فيه الساسة شهداء مبادئهم.. فماذا عن ساستكم؟
أنا من زمن كان فيه الوعاظ رمزا للتسامح وجمال الأديان.. فماذا عن وعاظكم؟
أنا من زمن كانت الكلمة لا تخرج فيه إلا من غمد صدق.. فماذا كانت كلمات زمنكم؟
أنا من زمن لم يعرف أبناؤه الجوع إلا طقساً وطاعة فى شهر كريم.. فماذا عن أيامكم؟
أنا من زمن دفع حاكمه حياته ثمناً لوحدة العرب.. فماذا عن حاكمكم؟
أنا من زمن كان به أصدقاء.. فماذا عن زمنكم؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة