صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون رواية "يوم رائع للموت" للجزائرى سمير قسيمى.
تحمل الرواية طابعاً ساخراً ينبع من حرقة الرؤية الواقعية لمجتمع مزيف، ولشخصيات تبدو لشدة واقعيتها متخيلة أو رمزية، حيث يزيل النص الحدود الواقعة بين المنطق والعدم، وبين الحدث والخيال.
وتتناول الرواية حليم بن صادق الذى لم يستطع اتخاذ أى قرار، "منذ أن وطأت قدماه الحياة"، فـ "كيف استطاع أن يفلت من قبضة القضاء ويجعل لحظة موته قراراً يتخذه بنفسه.."، "وحتى تكون ذكراه أسطورية فقد كتب إلى نفسه رسالة يبيّن فيها أسباب انتحاره وبعثها إلى نفسه بالبريد..".
"عمار الطونبا"، قرر الانتحار أيضاً، "بعد أن فقد كل أمل فى الزواج بحبيبته "نيسة بوتوس"، بالرغم من أن شخصيته القادرة على التحوّل، تتناقض جذرياً وشخصية صديقه حليم المثقف الفقير ذو المبادئ التى لا تتوافق مع مجتمع فاسد مُسيّر بغرائز.
تدور حول هاتين الشخصيتين مجموعة من النماذج البشرية غير الفاعلة فى المجتمع أو التى تعيش فى أسفله أو على هامشه، كالمخبولين أو المجانين والعاهرات واللوطيين، لتساهم فى خلق هذه الأجواء من الفوضى الظاهرة والمدروسة التى أراد القارئ خلقها، فى إيحاء ساخر ومركّب لفوضى المجتمع الفعلى وجنونه.
هل ينفذّ بطل الرواية خطته فى الانتحار، وذلك بالقفز من الطابق السابع لعمارة "الطومبا" الواقعة فى أحد شوارع العاصمة الجزائرية؟ وكيف يمضى الوقت المتبقى الذى يفصله عن توقيت التنفيذ؟ وما شكل الحالة التى سيكون عليها؟
فى هذه الرواية يعرض الكاتب بجرأة وصراحة أعانته عليها أحياناً اللغة العامية التى اختار استعمالها فى بعض الحوارات، مواضيع متنوعة حساسة فى جوهرها، ملتبسة فى طرحها، عن الحب والجنس والدين والسياسة وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة