محمد ثروت

أمين هويدى.. فارس فى قلعة الأسرار

السبت، 31 أكتوبر 2009 07:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل المفكر والمناضل أمين هويدى وزير الحربية الأسبق ومدير المخابرات العامة سابقاً بشكل مفاجئ، وقد كان ملء السمع والبصر بكتاباته فى الصحف المصرية والعربية، ومنها الأهرام والأهالى والحياة اللندنية، أضف إلى ذلك كتبه الموسوعية فى بطولات العسكرية المصرية والأمن القومى وثورة 23 يوليو 1952، بعد أن سجل شهادته على العصر فى كتاب "50 عاما من العواصف.. ما رأيته قلته".

كان هويدى من أقرب المخلصين لرفيق دربه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، كما كان ذا خط قومى وعروبى لم يحد عنه طوال حياته، وقد لعب دوراً مهماً فى دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى وإمدادها بالسلاح والمعلومات، وكلفت إليه مهمة الإعداد للوحدة بين مصر وسوريا، وشارك فى دعم الثورة اليمنية ضد حكم التخلف والإمامية من آل حميد الدين، وأسهم فى تقوية العلاقات المصرية المغربية.

وهو من بين الضباط الأحرار القلائل مثل رفيقه زكريا محيى الدين الصامت، الذى لم يجرح أحداً من زملائه، ولم ينسب لنفسه بطولة لم يفعلها. وقد ساهم هويدى فى قيادة قواتنا المسلحة فى فترة عصيبة ما بعد نكسة 67، وأسهم فى تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة فى حرب الاستنزاف فى بدايتها فكانت مقدمة لنصر أكتوبر العظيم، مستفيداً من خبراته كمقاتل بارع فى حربى 48 و56، ودراسته بكلية أركان الحرب العليا فى الولايات المتحدة. وإلى جانب ذلك أشرف على عملية الحفار التى أذهلت إسرائيل والعالم كله لسريتها وكفاءتها المخابراتية الهائلة، والتى لا تزال تدرس فى كبريات المعاهد الاستراتيجية فى العالم، وعبر عنها الكاتب الكبير صالح مرسى فى رائعة درامية جسدت قدرات العقول المصرية على اختراق أسطورة الموساد فى العمق الأفريقى، وهى الصفعة التى لا تزال تسجلها وثائق التحقيقات الإسرائيلية فى العملية.

ترجل فارس جديد من الثوار والمفكرين الذين قدموا التضحيات دون انتظار مجد أو مقابل من وطنهم العربى.

إلى جنة الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين جزاء ما قدم لوطنه ولأمته العربية والإسلامية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة