تلقيت العديد من التعليقات على مقالى السابق حول "والعياذ بالله" مناديل المتعة الجنسية. كثير منها دار حول الغيرة على عفة المجتمع وطهارته، وأشكر لهم غيرتهم كما أشكر لهم الإيحاء لى بمنهج جديد لإنجاح الرجيم الفاشل الذى اتبعه من سنوات، فقد استوحيت من فكرتهم "الكراهية الجنسية لحماية المجتمع ونشر الفضيلة"، فكرة "الكراهية الغذائية لإنجاح رجيمى الفاشل ونشر الرشاقة"، ولهذا بدأت بوضع صراصير على وجبة الصباح حتى أحد من نهمى الغذائى.
ما علينا..التعليق الذى أعجبنى هو التعليق الذى قال فيه صاحبه إننى أريد الكتابة وبس..أكل عيش يعنى.. وأعجبتنى الفكرة رغم أن مقالاتى القليلة فى اليوم السابع ليس لها علاقة بأكل العيش ولا حتى شم الهوا..
ما علينا.. قررت أن أخوض التجربة و"اكتب وبس" "زى ما قال تعليق الأشوس" وخاصة بعد إلحاح غير مبرر من أحد أصدقائى الذى دائما ما يبدى إعجابا غير مبرر بمقالاتى، كما لو كان يستمتع بأكلة بطاطا مشوية فى الشتاء.
وكان من الطبيعى فى لحظة "الكتابة وبس" اللجوء إلى الذاكرة لاستوحاء موضوع منها بديلا عن الانفعال بقضية من الحاضر، ودون إرهاق توجهت ذاكرتى المغرضة إلى مرحلة الشباب فى الجامعة، وتحديداً فيما يخص مشاهداتى للأشاوس آنذاك.
تذكرت فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى عندما كنا منفعلين احتجاجا على اتفاقية كامب ديفيد والصلح مع إسرائيل، كان الأشاوس منشغلين بدعم السلطة فى محاربة المغرضين اليساريين، باعتبار أن الصراع مع أهل اليسار أسبق على الصراع مع اليهود، أهل الكتاب والذمة.
وبعدها بسنوات عندما قرروا الدخول فى معارضة الاتفاقية مجاراة للمزاج العام، ففرغوا القضية من محتواها، وبدلاً من الاعتراض على إسرائيل باعتبارها كيانا استعماريا عنصريا حولوا القضية إلى طائفية دينية بين المسلمين واليهود.. وكانت بداية لتدعيم فكرة الطائفية عامة.. وواجهوا شعارات فلسطين عربية وتسقط الصهيونية بشعار "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود".
وعندما كانت جهودنا تنصب نحو المطالبة بالديمقراطية وتعدد الأحزاب، واجهوا شعار "مطالبنا واضحة هى جمهورية برلمانية" بشعار "فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء.. لا حزب قد عملنا نحن للدين فداء".
أتذكر انسحابهم الانتهازى من المشاركة فى انتفاضة 1977 احتجاجا على رفع الأسعار متذرعين بأحاديث ومقولات فى غير موضعها، مثل "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ناشرين أفكار أن الفقر نتيجة البعد عن الله متجاهلين فكرة الجهاد ضد النهب والاستغلال .
أتذكر محاولتهم تعطيل أسبوع الجامعة والمجتمع عام 1976 وهو الأسبوع الذى نظمه الطلاب لمناقشة قضايا الوطن والمجتمع.. أتذكر مظاهرتهم أمام كلية الآثار مطالبين بإغلاقها لاحتوائها على أصنام.. أتذكر تحالفاتهم الانتهازية فى النقابات بهدف السيطرة عليها ولو على حساب المصالح العامة والمهنية.
أتذكر ساحات التبارى المفتعلة واللعب على المشاعر الدينية وتخلف بعض فئات المجتمع بهدف التغطية على مناقشة المشكلات الحقيقية للمجتمع، مثل قضايا الختان والنقاب واللحية وغيرها .
ونعيش الآن ومع اقتراب انتخابات مجلس الشعب، التوجه الجديد للأشاوس برفع نبرة الاحتجاجات "القشرية" والأسئلة البرلمانية الاستعراضية حول قضايا مثل المناديل الجنسية والضابط المقبوض عليه فى سويسرا ومسئولية الدولة عن الهدهد اليتيم وعصفور الجنينة، و"ملعون أبو أم الجوع والبطالة والفساد اللى فى البلد".
"كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة