خرجت علينا حركة حماس بحجة جديدة لتأجيل المصالحة الفلسطينية، وهى ترديد مزاعم عن مصرع يوسف أبو زهرى شقيق المتحدث باسم حماس سامى أبو زهرى، نتيجة تعذيب السلطات المصرية له فى السجون.. مبرر جديد بعد ثلاثة أيام فقط من زيارة وفد حماس للقاهرة وطلبه من المسئولين المصريين تأجيل التوقيع على المصالحة وحقن الدم الفلسطينى، بحجة عدم رغبة الحركة فى مصافحة أبو مازن بسبب قيامه بتأجيل التصويت على تقرير جولدستون، الذى يدين إسرائيل وحماس أيضا.
استغلت حماس خطيئة أبو مازن واستسلامه للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، ورفضه مناقشة تقرير جولدستون أسوأ استغلال، وشهرت بالرجل رغم تراجعه، ونسيت تاريخه النضالى ولم تذكر له سوى أنه باع القضية الفلسطينية، وأنها لن تعقد معه أى اتفاق لأنه منزوع الشرعية، حسب زعمها.
لم تستغل حماس مأزق أبو مازن لمصلحة الوطن وضرورة إتمام المصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطينى أمام العالم، وتحسين صورة الفصائل الفلسطينية التى لاتزال تعانى الانقسام والاستقطاب الإقليمى والدولى لخدمة أهداف خارجية أكثر من خدمة القضية، لكن حماس عاندت الجهود المصرية التى نجحت فى إقناع أبو مازن ورفاقه فى حركة فتح بضرورة اقتسام السلطة والقوة الأمنية مع حماس فى قطاع غزة، ورفع العلم الفلسطينى على المنشآت الحكومية بدلا من علم حماس الإخوانى.
جاءت حادثة عادية لمواطن فلسطينى دخل إلى سيناء عبر نفق من الأنفاق المنتشرة بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتم التحقيق معه بشكل قانونى واحتجازه لأنه خالف القانون ودواعى الأمن القومى ومنع التسلل عبر الأنفاق الحدودية، ورغم أن وفاته جاءت بشكل طبيعى بسبب انخفاض حاد فى ضغط الدم وارتفاع فى الأملاح واليوريا، كما يقول كبار الأطباء الذين كشفوا عليه، والطب الشرعى أكد ذلك أيضا..
ثم إنه ليس منطقيا ولا مقبولا أن مصر التى ضحت بكل غال ونفيس من أرواح الملايين على مدى خمسة حروب وجولات فى الصراع العربى الإسرائيلى من أجل فلسطين، بينما كانت معارك حماس عندما خلعت روح المقاومة من أجل الصراع على السلطة مع منافستها اللدود "فتح" ـ أن تقوم بتعذيب مواطن فلسطينى لمجرد ارتباطه بحركة حماس، ومصر تعلم وهذا منطقى أن حماس تضخم الأمور وتنتظر أى مبرر مهما كان للتسويف وتأجيل المصالحة، بضغط من إيران وقطر وسوريا لإضعاف الدور المصرى الإقليمى، وتحريض الرأى العام العربى والإسلامى ضدها وإظهارها فى صورة سجن أبو غريب الذى يعذب الفلسطينيين ..
ظهرت حماس على حقيقتها أمام الرأى العام داخل فلسطين وخارجها، حركة تضخم الأمور وتخلط الشخصى بالعام، فهى تغضب من مصر إذا احتجزت الملايين المهربة من رفح إلى غزة فى حقائب قيادات حماس، لأن مصر تريد معرفة مصدر هذه الأموال الضخمة، التى هبطت على حماس عبر إيران وقطر والتنظيم الدولى للإخوان فى مختلف أنحاء العالم..
وغضبت حماس أيضا لأن مصر استطاعت ضبط تنظيم حزب الله التخريبى فى مصر، واعتبرت مصر ضد القضية الفلسطينية، لأنها تريد الحفاظ على سيادتها.
إن الدم الفلسطينى الأبدى أهم مليون مرة من أبو مازن وأبو زهرى .. فهل تعود حماس إلى رشدها خاصة أن رئيس مكتبها السياسى أبو الوليد خالد مشعل، أصبح شخصية عملية وواقعية منذ عام تقريبا ويميل للحل التفاوضى وعدم نكران الدور المصرى فى خدمة القضية الفلسطينية على مر العصور، وأنه لا مصالحة أو اتفاق أو تفاوض بدون مصر.
أتمنى أن يكون مشعل وهنية ورفاقهما فوق الأشخاص وأن يدركوا أن العالم كله ينتظر تحريك المياه الراكدة بالمصالحة أو العودة للمفاوضات، فالدم الفلسطينى والقدس الشريف والأقصى المبارك فوق أبو مازن وأبو زهرى.. أفلا يعقلون؟!
موضوعات متعلقة..
◄ اعتقال قيادى بحماس فى مدينة العريش
◄ حماس تنفى طلب تأجيل الحوار الفلسطينى بالقاهرة
◄ وفاة أحد نشطاء حماس بسجن برج العرب
◄ الداخلية تنفى وفاة قيادى حماس جراء التعذيب
◄ اليوم السابع يحاور سامى أبو زهرى القيادى فى حماس حول ملابسات وفاة شقيقه فى سجن برج العرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة