سعيد شعيب

حرب الشوارع

الخميس، 01 يناير 2009 05:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد منطق فى الدنيا يجعل الإدارة المصرية تخوض حرب شوارع ضد ناشطين مصريين يحتجون سلميا على مجازر غزة.. اعتقالات وضرب خارج القانون بلا عقل، وكأن هناك من يريد التأكيد على أن هذه الإدارة توافق ضمنيا، أو تتواطأ على جرائم الصهاينة، وهذا غباء غير مفهوم. ولو كان هناك عقلاء فى السلطة الحاكمة لاستثمروا سياسيا هذه الاحتجاجات فى توازنات القوى مع العدو الصهيونى، ومع الذين يعلقون مسئولية الدم الفلسطينى فى رقبة الإدارة المصرية وحدها.

الأصل أن الاحتجاج السلمى حق للمصريين لا يجوز لأحد أيا كان، ولأية قوة، أن تعطله تحت أى حجة، حتى لو كانت جماعة الإخوان "المحظورة قانونا" هى التى تقود هذه الاحتجاجات، وهذا غير صحيح فهى مجرد شريك، وهذا حق لأفرادها أن يناصروا من يشاءون طالما أنه بشكل سلمى.

سيقول لك البعض إن الهدف من الاحتجاجات تأييد حماس وليس أهلنا فى غزة، وسيقول لك آخرون إن الهدف هو التحريض ضد السلطة المصرية، ولو افترضنا أن هذا صحيح، فمن حق أى مصرى أن ينحاز لحماس، وحقه الديمقراطى فى أن يحرض سلميا ضد السلطة الحاكمة، فهذه حقوق لا يلغيها أو يعطلها أى "لغو"، مثلما يحدث فى أى بلد ديمقراطى يحترم نفسه.

هذه حقوق لا ينفيها أننى أعتقد أن حماس هى المسئول الأول عن المجازر، وأنها كانت تريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، فقد أنهت الهدنة بإرادتها، أى وافقت على الحرب دون أن تكون مستعدة، وكانت تعرف أن إسرائيل أعلنت مرارا أنها ستخوض الحرب، وهى التى رفضت أن تكون المعابر بإشراف أوروبى مصرى وبمشاركة السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، وبمراقبة إسرائيلية، ودفعت حماس الأمور دفعا لأن تضحى بدماء الفلسطينيين حتى تحشد قوى مساندة لها من جديد، تخرجها من الطريق المسدود الذى وصلت إليه.

ولكن ذلك لا يعنى أبدا الموافقة على حرب الشوارع التى تخوضها الإدارة المصرية ضد مصريين يمارسون حقهم فى التعبير، وأعتقد أيضا أن علينا، رغم أننى ضد الإخوان، ولا أتحمس لهذه المظاهرات، الوقوف بحسم ضد انتهاك حرية وحقوق أى مواطن مصرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة