سعيد شعيب

الدفاع عن الخراب

الإثنين، 01 سبتمبر 2008 10:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من المعارضين يخلطون بين رغبتهم فى هدم السلطة الحاكمة وهدم الدولة .. والفارق كبير لو يعلمون.
السلطة الحاكمة تتغير منذ أيام محمد على، ولكن الدولة المصرية ثابتة، أقصد أنها باقية، إيجابيات كل نظام حكم تصب فى خانة قوتها. السد العالى الإنجاز الكبير لعبد الناصر موجود ويخدم البلد، رغم أن الرجل رحل ومعه رجاله، فهل منطقى أن يطالب الكارهون لناصر بهدمه؟ عودة أرض سيناء كانت من إنجازات السادات الذى رحل وبقت هذه الأرض العزيزة، فهل يطالب الذين يختلفون معه بأن نعيدها لإسرائيل؟ دار الأوبرا ومكتبة الإسكندرية تأسسا فى عهد مبارك.. وسيأتى اليوم الذى سيرحل فيه ومعه ونظام حكمه وتبقى هذه المؤسسات الثقافية الرفيعة، فهل منطقى أن يطالب كارهوه بحرقها؟
ليس منطقياً بالطبع وليس منطقى أيضاً أن يشمت بعض المعارضين عندما احترق مجلس الشورى، فهذه المؤسسة التشريعية العريقة كانت موجودة قبل مبارك وستظل موجودة بعده.. ومثلها مجلس الشعب الذى تمنى البعض أن يحترق بمن فيه، إنها مؤسسات الدولة المصرية، أى مؤسسات يملكها الشعب المصرى.
صحيح أنها الآن مختطفة من قبل سلطة مستبدة، ولكن هذا يعنى استعادتها بشكل سلمى ديمقراطى وليس بحرقها.
الفارق ضخم بين السلطة وبين الدولة، ومن هنا اندهش كثيراً عندما يناصر بعض المعارضين الهبات الاحتجاجية غير المنظمة والتى تؤدى إلى تخريب واسع النطاق، مثلما حدث فى المحلة، وتجتهد بعض الفصائل المعارضة فى أن تلصق هذا التخريب كاملاً بأجهزة الأمن. وقد يكون هذا صحيح جزئياً، ولكن الصحيح أيضاً وبدون شك أن هناك مخربين لا علاقة لهم بالأمن ومن واجبنا أن نقف ضدهم، بل ومن واجبنا أن ننزع فتيل أى تخريب نابع من الفوضى. فالمدارس التى تم تدميرها والبنوك والسيارات وغيرها وغيرها، ليست ملك حكومة مبارك ولكنها ملك المصريين.
ومن هنا فواجب المعارضين ليس الدفاع عن الخراب، ولكن الدفاع عن الدولة المصرية فى مواجهة أى تخريب، سواء قام به حكومى أو معارض، فهذه فيما أظن الوطنية، وليست الوطنية فيما أعتقد هى الاستمتاع بحرق مؤسسات الدولة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة