تخيل معى لو أن الشيخ يوسف القرضاوى يحكم مصر، هو ومناصروه من الإخوان وغيرهم.. أظن أنهم سيبيحون دم كل من يتجرأ على الاختلاف معهم، رغم أنه مجرد اختلاف مع بشر يمشون مثلنا فى الأسواق، بشر ليس فيهم، ومنهم القرضاوى مع كامل الاحترام له، أحد مرسل من السماء، لكنه مجتهد كبير مثل كثيرين غيره فى الحاضر والماضى الإسلامى.
فإذا كانوا سبونى ولعنونى وكفرونى وكفروا غيرى من الذين اختلفوا معهم على موقع اليوم السابع، أى مارسوا إعداما معنويا، فما بالك لو أنهم يحكمون البلد فعلا، بالطبع سيتحول المعنوى إلى مادى.
وتخيل معى لو أنهم يحكمون البلد، وقرر مختلف معهم أن يشكل حزبا ضد أفكارهم، أى قرر أن يمارس حقه الطبيعى فى حرية الرأى والتعبير فى أن يدعو الناس إلى ما يتصور أنه الصحيح، بل ويمارس حقه فى الحرية فى أن يثبت أن أفكارهم خاطئة، ماذا سيفعلون به؟
لن يكون هناك نقاش، ولكن استتابة هدفها أن يرضخ إلى أفكارهم أو يكون مصيره القتل. فهم مثل شيخهم القرضاوى، يتصورون أنهم يتحدثون باسم الله عز وجل وباسم الإسلام.. فكيف نتجرأ ونختلف مع ممثلى الله جل جلاله على الأرض؟!
صحيح أننى شاكر للذين اهتموا وكتبوا على ما كتبته بعنوان "جحيم القرضاوى"، لكن معظم الردود لم تتحدث مثلا عن إيجابيات الدولة الدينية الإسلامية التى يدافعون عنها، هم الإخوان وكثير من أنصار الإسلام السياسى، حتى يكون هناك نقاش واسع نستفيد منه جميعا، نستفيد من حرية الاختلاف ورحمته.
لكن للأسف كانت معظم الردود باستثناءات نادرة خارج الموضوع وفضل أصحابها، كلاما من نوع "أدعو لك بالهداية"، لأنه يفترض أننى كافر. والخجل من نفسك.. والشعيب.. وتحتاج الكثير والكثير حتى تفهم.. إلخ.
ورغم أننى شخصيا لا أغضب أو أحزن من هذه الردود، ولكنى كنت أتمنى أن يكونوا متسقين مع الإسلام العظيم، وأحد أهم أسباب عظمته أنه يرفض الكهنوت، ولا يمنح قداسة لمؤسسة أو شخص مهما كان. ولكنهم لم يفعلوا.. وإن كنت أحلم باليوم الذى فيه يفعلون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة