عاد الناس للحديث عن كتاب الدراما المميزين والذين يأتى على رأسهم الراحل أسامة أنور عكاشة، يتساءلون لماذا كانت أعماله مميزة..
عندما يريد الله سبحانه وتعالى أن يعلى من شأن إنسان يوفر له ظروفا مواتية، وهذا ما حدث مع المدرب الوطني حسن شحاتة
الأثر يدوم ولا يموت أبدًا، وها هى السنوات تمر، وكلما جاءت السيرة جاءت مصحوبة بالخير، وبكل الخير الذي عرفته الدنيا نتحدث عن الأستاذ جمال أحمد ناصر.
يأتى الكاتب العالمى نجيب محفوظ على رأس الصادقين المخلصين، فقد صدق مع نفسه وفنه، مع حياته اليومية وإبداعه الخالد، وفعل كل ذلك بسلاسة يحسد عليها، وبدأب يليق به، وبحب لا يتكرر كثيرا.
من أين تتشكل الشخصية الأسطورية للجغرافى الكبير جمال حمدان، هل من كتبه وأبحاثه المهمة الفارقة، أم من شخصه الهادئ كما تكشف صوره، أم من حزنه الشفيف الذى وصل إلينا بعد كل هذه السنوات؟
يرحل الإنسان ويبقى أثره، ومن الراحلين الباقين الشيخ إبراهيم هاشم، ولقب الشيخ يلحق به لمكانته الكبيرة بين أهله وبين الناس جميعًا، رجل طيب القلب والسيرة، تكمن نقطة القوة بشخصيته..
كأنه جاء من كتب الأساطير، أو كأنه حكاية تحكيها الجدات عن نبل الإنسان وعن معنى البشرية وعن وجاهة الهدف، إنه الدكتور مجدى يعقوب الصادق مع نفسه ووطنه وعلمه.
كان طلعت حرب رجلًا صادق الوطنية، حمل على عاتقه فكرة البناء الاقتصادى لمصر، لأنه يعرف جيدًا أن التحرر الاقتصادي هو الفيصل فى نهضة الأمم، وأن الدول التى تظل خاضعة اقتصاديا للآخرين لا مستقبل لها.
فنان الشعب بلا منازع، درويش الفن وسيده فى الوقت نفسه، أبرز الصادقين مع أحلامهم، وأحد وجوه مصر الخالدة، استطاع أن يدخل بالموسيقى إلى دائرة حديثة ويكتب طريقا حديثا، فعل كل ذلك فى سنوات قليلة
محمود مختار من الصادقين، هذه حقيقة لا تحتاج شرحا ولا دليلا، يكفى أن ترى تمثال نهضة مصر لتتأكد أن هذا الموهوب حفيد حقيقى للفراعنة الفنانين.
استطاع البرنس يوسف كمال أن يحفظ اسمه فى تاريخ الصادقين، الذين حلموا ثم حققوا أحلامهم، ولكونه أحد الوطنيين الساعين لرؤية مصر جميلة عمل بكل همة على إيجاد مدرسة للفنون الجميلة فى مصر.
الرجل تدل عليهم أفعالهم، وأهل الخير يحفظ لهم التاريخ ما فعلوه وقدموه، ومن أهل الخير والصادقين فى حياتهم الشيخ عبد الرحيم الدمرداش..
نحن اليوم فى حضرة واحدة من الصادقات فى التاريخ المصرى الحديث، إنها الأميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل، التى تبرعت لصالح بناء الجامعة وما أدراك ما الجامعة ودورها وكيف انتقلت بمصر إلى الحداثة..
من أصدق الصادقين فى زمننا المعاصر كان الإمام محمد عبده، الذي كان مشغولا بالحال التى وصلنا إليها، فسعى إلى التجديد ولقى فى سبيل ذلك الأمرين، لكنه صبر واحتسب حتى أدى رسالته.
فى سنة 1801 وقع حدثان مهمان الأول خروج الحملة الفرنسية من مصر دون أن تحقق أهدافها، والثانى أن الله سبحانه وتعالى رزق بدوى رافع فى مدينة طهطا ولدا فسماه "رفاعة".
منذ أن قرأت عن الشيخ سليمان الجوسقى وأنا معجب به، ومؤمن بصدقه مع نفسه، وصدقه مع أحلامه.
من الصادقين مع أنفسهم ومع الله كان أبو منصور الحلاج، أشهر صوفي فى تاريخ الإسلام، وقد كانت حياته ومن بعدها موته دراما متصلة من المعاناة والألم وعدم فهم الناس له.
يحفل تاريخنا العربى والإسلامى بشخصيات تاريخية صادقة مع نفسها ومع الله، هذه الشخصيات حملت الأمانة التى أوكلت إليها وأدت رسالة التى وجبت عليها.
بالطبع ليس شرطا أن يكون الصادقون الذين نتحدث عنهم من المشهورين والمعروفين الذين نعرف أسماءهم وأنسابهم..
عاش السهروردى ومات صادقًا مع نفسه ومع الله، لم يفهمه الناس، وظنوا فيه الظنون، وفى النهاية دفعوا لقتله.