الوعى ضرورة، والوطن خيارنا الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ، فهو الماضى بقصص الأجداد وتاريخهم، وبعظمة وقوة الحضارة وشرفها، وهو الحاضر بإنجازاته واستقراره، وهو المستقبل بآماله وتطلعاته..
هل من المعقول أن نسمح أن يتحول مجتمعنا شَتّاماً، وسَبّاباً وسَفيهاً، وبذيئاً!!.. ثم نشكو صعوبة العيش وانعدام البركة، ونشكو اختفاء الضحكة الحلوة، والبسمة الحانية، والبهجة السارة، ونشكو ضيق الصدور والتقاضى والاختلاف لأتفه الأمور؟ ..
يُعد المجتمع الموجه الرئيس لعمليات تشكيل السلوك في ضوء ما يتبنى من مبادئ وقواعد تنسدل مباشرة من نسقه القيمي الذي تبناه وعليه قامت حضارته وتأصلت جذوره وتحصنت لحمته وقوى نسيجه
مما لاشك أن القيمة تحمى المجتمع من الغرق في بحر التفاهات والموبقات، فلك أن تتخيل إن لم يراك ابنك أعظم أب فى الدنيا فسيراك - قطعا - مجرد رقم في حياته أو محفظة نقود لا أكثر،
أعتقد أن التفرقة بين القيمة والثمن في حياتنا اليومية سيقودنا قطعا نحو الأفضل، فزجاجة المياه تساوى جنيهات قليلة وعقد الذهب يساوى مئات الآلاف، لكن الأولى تساوى حياة وبالتالي فهى ضرورة لا يستغنى عنها الإنسان أم العقد رغم أن سعره مئات الآلاف إلا أنه يمكن الاستغناء عنه
فى كتيب الدكتور طارق حجى الرائع "قيم التقدم" تجد ما تبحث عنه من أهم القيم التى لابد من توافرها فى أى مجتمع متقدم بغض النظر عن حجم هذا المجتمع