فى هذا اليوم، نحتفل بذكرى مولد خير البرية، رسول الرحمة، الذى كان ميلاده نقطة نور فى ظلمة العالم، وبداية رسالة حب وسلام عمت الأرجاء، مولد النبي محمد ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو فسحة تأمل في قيم العدالة والمساواة التي زرعها في القلوب، ومنهج الرحمة الذي سار عليه في معترك الحياة.
هو النبي الذي علّم أن للعطاء حدودًا بلا نهاية، وأن المحبة لغة تتحدث بها الأرواح قبل الألسنة، جعله الله هاديًا للبشرية، ينشر بين الناس بذور الخير والتسامح، ويهديهم طريق السلام الداخلي والخارجي، من خلال سيرته، نستلهم كيف نحترم الصغير ونرعاه، وكيف يعطف الكبير على الصغير، وكيف تكون الروابط بين الناس قائمة على الاحترام والمحبة.
وقد علّمنا أيضًا أن صلة الأرحام ليست مجرد كلمة بل فعل وواجب، وأن للنساء حقوقًا يجب أن تُصان، وأن للجيران حقًا لا يُمس، وأن الاعتداء على الآخر ليس من أخلاق الإسلام ولا إنسانيته، في ذكرى مولده، نعود لنتذكر هذه القيم ونستنير بها في عالم يحتاج إلى المزيد من الرحمة والتسامح.
هو الإنسان الذي كان حكمة تجري في كلماته، ورحمة تتسلل في أفعاله، وبرًا يحيط بكل من حوله، ذكرى مولده فرصة لنحيي في قلوبنا معنى العطاء، ونرسم في أيامنا ملامح الرحمة، ونكتب بفعلنا صفحات جديدة من التسامح والسلام.
في هذا اليوم المبارك، نعيد قراءة صفحات التاريخ التي تتحدث عن نبي علمنا كيف نكون بشرًا بحق، كيف نحيا على أرضنا كإخوة متحابين، نزرع الحب، ونجني خير الوجود، فلنحتفل به، لا بكلمات تقال، بل بأفعال تضيء دروبنا وتبني مجتمعاتنا على أسس من الوفاء والتآخي.