صادرت السلطات فى جنوب شرق تركيا فسيفساء نادرة من العصر الرومانى تحمل نقشًا يونانيًا، أثناء عملية حماية التراث الثقافى فى منطقة نورداج فى غازى عنتاب.
وقد أوقفت قوات الدرك ثلاثة مشتبه بهم، تم التعرف عليهم فقط من خلال الأحرف الأولى من أسمائهم، بتهمة محاولة بيع القطع الأثرية عبر قنوات غير قانونية، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

فسيفساء أثرية
تُظهر الفسيفساء معبود البحر والنقوش اليونانية
تشير التقييمات الأولية إلى أن الفسيفساء تعود إلى العصر الروماني، تُظهر إحدى اللوحات المستطيلة تمثالاً لامرأة متوجة، يُعتقد أنها إلهة بحر يونانية مثل ثيتيس، تحيط بها خادمات يشبهن تريتون أو نيريدات، وهن كائنات أسطورية مرتبطة بالبحر.
وتوجد شظايا من حروف يونانية، يعتقد الخبراء أنها قد تُحدد هوية المعبود، كما يعكس النقش التأثيرَ الدائم للغة والثقافة اليونانية فى الأناضول، حيث ظلت التقاليد الهلنستية راسخة لفترة طويلة بعد وصول روما.
لوحة أسطورية بحرية
الفسيفساء الثانية، دائرية الشكل، تُظهر أشكالاً عارية ومخلوقات بحرية مُرتبة بتصميم بيضاوي، يعتقد الباحثون أن الصور تُجسّد مواضيع رمزية أو أسطورية شائعة فى الفن الروماني، تُشكّل الفسيفساء لوحة بحرية، تتوسطها المعبود المُتوّجة برفقة حراسها البحريين.
ويشير الباحثون إلى أن اختيار الشخصيات - حوريات البحر، وتريتون، ومعبود البحر المحتملة - مستوحى بشكل مباشر من الأساطير اليونانية، وهو ما يؤكد كيف استعار الفنانون الرومانيون فى كثير من الأحيان من النماذج اليونانية.
التراث الهلنستى والرومانى فى غازى عنتاب
المدينة التى كانت فى السابق مستوطنة زيوغما القديمة، أسسها سلوقس الأول نيكاتور، أحد قادة الإسكندر الأكبر. يفسر هذا الإرث الهلنستى رسوخ التقاليد الفنية اليونانية فى الفسيفساء الرومانية بالمنطقة.
تحتضن غازى عنتاب اليوم متحف زيوغما للفسيفساء، وهو أحد أكبر متاحف العالم، ويضم آلاف الأمتار المربعة من الفسيفساء التى تعود إلى العصر الرومانى وأواخر العصور القديمة، ومن أشهر أعماله فسيفساء "الفتاة الغجرية"، المصنوعة فى القرن الثانى أو الثالث الميلادي.
تم إرجاع أجزاء مهربة من القطعة من الولايات المتحدة فى عام 2018، ونجا كل من الفسيفساء والمتحف من زلزال تركيا وسوريا عام 2023 دون أن يصابا بأذى.