«كبرتى، عنستى، فاتك قطار الزواج، البنات فى سنك عندهم عيال»..كلام مؤلم يقال لكل بنت تأخرت فى الزواج يتردد على مسامعها حتى من أقرب الناس، وفى زمن التكنولوجيا والتطبيقات الذكية قد يدفع هذا الكلام الفتاة لمحاولة غير تقليدية للزواج عبر أحد التطبيقات، لتجد نفسها فجأة وبدون مقدمات فريسة للاستغلال والابتزاز الإلكترونى.
تطبيقات الزواج والتعارف عالم خفى ملىء بالغموض والأسرار، لمسة على شاشة الموبايل تجرك إلى تجربة قاسية قد تصل إلى الاستغلال والجريمة.
العشرات من تطبيقات الزواج والتعارف منتشرة حاليا فى مصر، يتم الدعاية والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعى والشوارع، تدعو كل بنت لأن تختار العريس كما تريد وبمواصفات معينة ودقيقة جدا.
أحد التطبيقات يعرف نفسه على أنه تطبيق يتم التعارف من خلاله فى حدود إسلامية كما يسمى نفسه، تحت شعار التطبيق الأول لزواج المسلمين فى مصر، وعليه 15 مليون عضو و60 ألف قصة نجاح فى 190 دولة كما يدعى.
يتم إنشاء ملفات شخصية عليه وفتح الكاميرا للتأكد من الصورة والهوية، وتحديد الاهتمام والتواصل مع الآخرين بناء على التوافق فى القيم والأهداف والصفات الشخصية.
أطلق التطبيق دعاية إعلانية فى الشوارع بشكل مكثف ودفع للأنفلونسر والبلوجر للترويج للتطبيق على أنه مضمون، وينشر كل قصص الزواج التى تمت عليه، وكل هذا شكلا فقط ولكن فى الحقيقة هو عالم افتراضى يكثر فيه الكذب والخداع و النفاق، ويساعد الكثيرين على الظهور أمام الآخرين بصورة مغايرة لصورتهم الحقيقية، كما سيتضح فى روايات الفتيات فى السطور اللاحقة.
وتطبيق آخر فهو الأشهر فى اصطياد الفتيات، فكلما تدفع أكثر تصبح من عملاء VIP، وتظهر بصور أكثر أناقة، ويوجد اشتراك شهرى وسنوى تحدده على حسب الأموال التى لديك، وأغلب الحسابات عليه صور الشباب فى الجيم واستعراض العضلات، الكل يتباهى بجسده وشكله، وعليك أن تحمل 4 صور حتى تظهر جميعها، وإذا أعجبت بشخص فعليك بالضغط على شاشة «يمين»، وللرفض وعدم القبول فاضغط على شاشة الموبايل يسارا.
وتطبيق ثالث تنشئ البنت حسابا عليه بصورها وتضع اهتماماتها وماذا تحب وتكره، وبلمسه «سوايب» على شاشة الموبايل تسجل إعجابا، ولكن من قوانين التطبيق أن البنت عليها أن تبدأ الكلام مع الشاب، ويوجد العديد والعديد من التطبيقات الكثيرة، وأصبحت إعلاناتها تظهر أيضا على تطبيق التيك توك أثناء التصفح «تريد الدردشة.. فى بنات كثيرة»، ليحولك الإعلان على التطبيق.
حكايات البنات.. استغلال وابتزاز
عالم سرى خفى ملىء بالكوارث ومحفوف بمخاطر الكذب والخداع والاحتيال والنصب إلى جانب الدعارة، والمشكلة الأكبر التى تواجه الفتيات على هذه التطبيقات هى صعوبة التفرقة بين من يبحث بصدق عن علاقة جادة، ومن يستخدم التطبيق للتسلية أو علاقات عابرة أو لأبعد من ذلك.
«أ. س» تحلم مثل باقى البنات بالزواج، وتخشى أن يفوتها القطار كما يردد كل من حولها، لذا لم تجد أمامها فرصة سوى اللجوء إلى تطبيقات التعارف، باعتبارها ملاذا أو يمكن أن تيسر فرصة للارتباط بالشخص المناسب، لكنها تعرضت لصدمة كبيرة بعد استخدامها تلك الأدوات.
لم تلجأ إلى تلك التطبيقات للتعرف بلا سبب، فيومها محفوظ ما بين العمل والمنزل ولا تخرج كثيرًا، فلا يوجد لديها عدد كبير من الأصدقاء، وهنا جاء إعلان لأحد التطبيقات مغريا للتجربة، وعبره تواصلت مع شاب لفترة أكثر من شهر دون أن يرى أحدهما الآخر على أرض الواقع، وبعدها شعرت بأنه جاد ويريد الزواج إلا أنها تعرضت لصدمة كبرى، فهذا الرجل متزوج ولديه 3 أطفال، وكان يستخدم التطبيق فقط للهروب من روتين حياته الممل.
لم تفقد الأمل فى أن يكون التطبيق «طوق نجاة» لها، فمثلما يوجد كاذبون على أرض الواقع، هناك الخادعون عبر تلك التطبيقات، وهناك احتمالية للعثور على الصادقين، وبالفعل بدأت تجربة جديدة مع شخص آخر لكن صدمتها كانت أكبر، بعدما طلب أن تذهب إلى منزله، لتدرك أنها تغوص فى فخ، ولا تعبر لبر الأمان كما اعتقدت، وفى تلك اللحظة اتخذت قرارًا بحذف كل التطبيقات على هواتفها، وبدأت فى توعية المقربين منها من مخاطرها.
خداع وكذب
وتقول «م.م»: «وجدت أكثر من إعلان فى الشوارع عن تطبيق للزواج، قررت أن أنشئ حسابا عليه، واكتشفت المأساة وهى أن أغلب الشباب يريدون التسلية فقط وبمعنى أصح «للشقط»، وأنهم يعتقدون أن البنت تكون سهلة لأنها على تطبيقات التعارف وكل شىء مستباح معها، وكنت أتحدث مع أحد الشباب واتفقنا على المقابلة وجها لوجه، واكتشفت أنه كاذب فى مهنته وتعليمه كما كان يقول لى وكان يدعى أنه من طبقة غير طبقته».
فيما قالت «غ.أ»: «أغرب حاجة حصلت ليا على تطبيق الزواج أن كل من تحدث معى مطلق وفى كلامهم نغمة أنهم مظلومون، وأن حياتهم كانت غير سعيدة وبها مشاكل ولا يوجد تفاهم، لذلك قرروا الانفصال والدخول إلى عالم تطبيقات التعارف وجميعهم يقولون نفس الكلام، ومن القصص أن أحد الشباب طلب منى بعد شهور من الحديث أن أقابله على مقهى فى مكان ما ومعه ابن عمه، ولا بد أن يوافق ابن عمه قبل أسرته، كما اكتشفت أنه من السهل أخذ صورة لأى بنت من على التطبيق، واستخدامها فى شىء آخر وتركيبها على أى بنت أخرى والتلاعب بالبيانات».
تحدثت «د.أ» عن قصتها على تطبيق الزواج، قائلة: «تعرفت على شخص وفى البداية كان الكلام بيننا للتعرف على بعض والهوايات ثم إعجاب ومقابلات، فتحول الأمر أنه طلب منى أن يقابل والدى حتى يتقدم والدنيا تمام بينا حتى جاء تحديد موعد الخطوبة، فاختفى ولم يرد على المكالمات ولم يظهر أو يبرر لماذا فعل ذلك».
أسوأ التجارب
تقول «م.ح»: «تعرفت على شخص من على أحد التطبيقات، قال إنه رجل أعمال ولديه أموال كثيرة ثم بدأ يطلب طلبات غريبة من خلال مكالمات بالفيديو وفتح الكاميرا، ثم أبلغنى بصراحة أنه لا يريد زواجا شرعيا بل علاقة خاصة مقابل المال».
بعد سماع كل هذه القصص، قررنا اختبار الأمر بأنفسنا، فأنشأنا حسابا على أحد تطبيقات الزواج، فوجدنا التالى:
بمجرد إنشاء حساب على تلك التطبيقات، وحتى إن لم تضع صورة لافتة للأنظار، فإن الرسائل تتدفق عليك بأحاديث غير لائقة وأغلب من تحدثنا معهم يسألون عن الشكل، وهل الصورة حقيقية أم بها تعديل، ويطلبون إرسال صور شخصية للتأكد من أنها ليست معدلة، وشتائم، وجدنا أن من يستخدمون التطبيق يتعاملون معنا كسلعة فى معرض، فهم يرون أن كل شىء مباح.
ومن هذه المحادثات أن أحد الشباب بعد تبادل الكلام، طلب إرسال صورة بدون حجاب بحجة التأكد من أن صاحبة الحساب ليس لديها مرض كالثعلبة، وعند الاعتراض كان تبريره أن كل البنات التى يتعرف عليهم يرسلون له، ثم طلب أن تذهب إليه صاحبة الحساب فى المنزل، لأنه يجلس وحيدا ويريد التسلية وتبادل الأحاديث، فهل كان يطلب من كل بنت تحدث معها أن تذهب إليه؟
وجدنا أيضا خلال التجربة أن عددا من المشاهير يستخدمون تلك التطبيقات أيضا، وأن هناك علاقات كثيرة تبدأ بعضها بالتعارف، والبعض الآخر يتطور إلى صداقة، ومنها ما قد يتحول إلى حب وزواج، لكن هؤلاء نسبة ضئيلة، مما يجعل التجربة محفوفة بالمخاطر.
أحدث تطبيقات التعارف حاليا تحدد منطقتك ومستوى الأشخاص ثم تدفع 500 جنيه لمقابلة أشخاص لا تعرفهم لأول مرة فى مكان ما ويتحدثون لمدة ساعتين.
كيف يتورط البلوجر والمؤثرون
العديد من المؤثرين أو كما يطلقون على أنفسهم «بلوجر و أنفلونسر» يتعاملون مع هذه التطبيقات من منطلق تجارى فقط، التطبيق يدفع لهم مبلغ مقابل الترويج، فيقدمونه على أنه الحل السحرى، وفرصة ذهبية للزواج، دون أن يهتموا بما يحدث على هذه التطبيقات.
المؤثرون يصورون العلاقات عبر التطبيقات على أنها قصص حب رائعة تنتهى دائما بالزواج، وكل بنت سوف تجد زوجا بمواصفات خاصة كما تبغى ويتجاهلون تماما القصص المليئة بالاستغلال، الابتزاز، والدعارة الإلكترونية، والمتابعون يثقون خاصة عندما يجدون البلوجر المحبب لهم يروج للتطبيق، وبذلك تفتح الأبواب لشريحة جديدة من الضحايا دون إدراك الخطر، ونادرًا ما يتحدث أى مؤثر عن الجانب المظلم والخفى لهذه التطبيقات حتى لو عرفوا قصص تعرضت للاستغلال يتجاهلونها، لأنهم لا يريدون تشويه سمعة التطبيق الذى يتعاونون معه حتى لو على حساب متابعيهم.
«قاوم»
يقول محمد اليمانى، رئيس مؤسسة «قاوم» لدعم ضحايا الابتزاز والجرائم الإلكترونية: «العديد من الحالات التى نتلقاها يوميا تخص ابتزازا بدأ بمحادثة على تطبيق زواج ثم جمع صور وبعد ذلك تهديد الفتاة وإجبارها على إرسال المال».
واستكمل «اليمانى»: «أغلب تطبيقات التعارف للاستغلال والتسلية و كسر الروتين اليومى، وكل الحالات التى تواصلت معنا فى المؤسسة وطلبت المساعدة، بنات دخلن التطبيقات من أجل الزواج، وعلى أمل العثور على عريس، ولكن وقعن ضحايا الابتزاز والنصب، والكارثة الكبرى فى عدد من البنات تم أخد صورهن وإنشاء حسابات أخرى بصورهن، والأكثر تضررا هن البنات بسبب عدم الوعى والثقة الزائدة فى شخص لا تعلم عنه شيئا.
يضيف «اليمانى»: كل التطبيقات يتم استخدامها فى ممارسة جرائم النصب والابتزاز، ومنصات المواعدة الأكثر ترويجا للدعارة الإلكترونية ضارة جدا، وللأسف الأغلبية يستخدمونه استخدام سيئ.
ويتساءل «اليمانى»: «كيف لا تتم حاليا محاسبة المؤثرين المروجين لتلك التطبيقات؟».
خبراء أمن المعلومات
يقول إسلام غانم، استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى: «تطبيقات الزواج والتعارف أصبحت منتشرة بشكل كبير، لأنها تسهل التواصل وتكسر الحواجز الاجتماعية، لكن خطورتها فى أنها تفتح بابا لمشاكل استغلال البيانات الشخصية، والنصب والاحتيال الإلكترونى، وأحيانًا الابتزاز، ومخاطر اجتماعية كاستغلال العلاقات فى أغراض أخرى، ويجب على المستخدم أن يكون واعيا جدًا، ويتأكد من مصداقية الشخص الذى يتعامل معه».
وأردف «اليمانى»: «بالفعل يوجد حالات كثيرة للبنات تعرضن لعمليات نصب واحتيال عبر التطبيقات بسبب غياب التحقق من هوية الأطراف، وسهولة إنشاء حسابات وهمية، ومع الأسف بعض التطبيقات أصبحت بيئة يستغلها ضعاف النفوس فى ممارسات غير أخلاقية كالدعارة الإلكترونية، وهذا يؤكد أن المستخدمين يحتاجوا وعيا أكبر، رقابة وتشريعات صارمة من الدولة لحماية المجتمع».
خبراء القانون: شبهة إتجار بالبشر
قال المحامى مصطفى يحيى: إن استخدام هذه التطبيقات بهذا الشكل الذى سبق شرحه يقع فى شبهة الإتجار بالبشر، أو انتهاك الخصوصية بشأن المعلومات الخاصة بالفتيات وتهديدهن وابتزازهن، وهو ما يشكل جناية فى القانون المصرى، ولا بد من توخى الحذر من قبل الفتيات.
قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 فى مصر يحدد عقوبات متنوعة، تشمل الحبس والغرامات، وتختلف شدة العقوبة حسب طبيعة الجريمة الإلكترونية، حيث تصل عقوبات بعض الجرائم مثل الاعتراض بدون وجه حق على المعلومات إلى الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، فى حالات أخرى مثل إنشاء حساب بغرض تسهيل ارتكاب جريمة، تكون العقوبة أشد بالسجن سنتين وغرامة 100 ألف جنيه، ويمكن للمتهم التصالح فى بعض الجرائم، فيما عدا تلك المنصوص عليها كجرائم جنايات، بدفع جزء من الغرامة لتفادى العقوبة.
الجانب الدينى
محمد على الحايس، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف يقول: إن تطبيقات التعارف والزواج بها جوانب سلبية كثيرة، ويجب أن يكون استخدامها قائما على الضوابط الشرعية الإسلامية، وتكون النية سليمة من استخدامه بهدف الزواج وعدم استخدامه بشكل سلبى.
عزة على، واعظة بوزارة الأوقاف، تقول: يوجد قاعدة فقهية وهى «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة» بمعنى دفع الضرر ومنع وقوعه مقدم على جلب المصلحة، وذلك لأن الشريعة الإسلامية تهتم بتجنب الأضرار.
وتابعت: «جاءت الشريعة الإسلامية بما فيها من أوامر ونواهى للمحافظة على الكليات الخمس، ألا وهى «المحافظة على النفس والمال والعرض والعقل والدين»، ولأن هذه التطبيقات تخالف تعليمات الشريعة فهى مفسدة للمال، لأن التطبيقات تطلب المال، وكلما دفعت الفتاة أكثر تجد العريس المناسب، وإهدار للنفس والعرض، وذلك باستغلال الفتيات فى الدعارة الإلكترونية، وإهدار للدين عندما توافق الفتاة على هذه المطالب، لذلك يجب الحذر من استخدام تلك التطبيقات وتوعية كل الفتيات حتى لا يقعن فريسة للنصب والاحتيال».
تقول مروة عبيد، أخصائية صحة نفسية واستشارى علاقات: إن الجانب النفسى وراء إقبال البنات على تطبيقات الزواج، فمن منظور نفسى، يرتبط الأمر بعدة جذور داخلية، الأول: ضعف الاستحقاق «حين تشعر الفتاة بأنها غير كافية أو غير جديرة بالحب، فإنها تبحث عن أى نافذة قد تمنحها القبول حتى لو كانت نافذة غير آمنة مثل تطبيقات الزواج، ضعف الاستحقاق يجعلها تدخل التجربة بعقلية «أحتاج من يختارنى» بدلًا من «أنا أختار من يستحقنى»، فيتحول وجودها على التطبيق إلى محاولة إثبات ذاتها للآخر.
الثانى: انخفاض طاقة الأنوثة، فالأنوثة الحقيقية قائمة على التلقى والاحتواء والثقة والتسليم بأن الشريك المناسب سيأتى فى وقته، لكن حين تضعف هذه الطاقة تبدأ الفتاة فى ملاحقة الشريك بدلًا من أن تكون متلقية بشكل متوازن.
هذا السلوك يضعها فى موضع الطرف «الساعى والمتعجل»، فيفقدها طاقتها الأنثوية وجاذبيتها الطبيعية، ويفتح الباب لوقوعها فى فخ الخداع والاستغلال».
الثالث: انخفاض تقدير الذات، فالفتاة التى لا تكتفى بذاتها ولا ترى قيمتها الحقيقية، تصبح أكثر عرضة لتصديق وعود مزيفة، فهى تُسقط قيمتها على الآخر، وتنتظر أن يمنحها الحب والاعتراف، فى حين أنها فى الداخل تعيش فراغًا عاطفياً ينعكس خارجيا على شكل علاقات غير جدية ومستغلة لها نفسيا و جسديا.
الانجذاب لتطبيقات الزواج فى جوهره ليس مجرد بحث عن فرصة، بل هو انعكاس لحالة نفسية داخلية، كلما انخفض تقدير الفتاة لذاتها وضعفت طاقتها الأنثوية، زاد احتمال وقوعها فريسة للتلاعب والخداع، أما حين تعيد اكتشاف قيمتها وتكتفى بذاتها أولًا، تصبح اختياراتها أوعى، وتنتظر الشريك المناسب فى وقته ولا تسمع لأى كلام محيط بها.
تقول دكتورة سمر كشك، استشارى صحة نفسية وإرشاد أسرى: «التعارف الإلكترونى خطر كبير، فلا تعلم البنت الشخص الذى تتحدث معه من كل الجوانب، وأكيد فى أكثر من جانب خفى، فيمكن أن يكون من عائلة لا تناسب مستوى أسرتها ولا نفس البيئة والتربية، فهذا شخص موجود وراء شاشة صورة، والعلاقات على التطبيقات قائمة على التعارف السطحى وشكل مزيف يمكن أن يكون نصابا، وهذا سبب وقوع البنات فى الفخ، ومن وجهة نظرى لا أرشح الارتباط من أى نوع بهذا الشكل، لأنه مبنى على ما يظهره فى الشاشة، والشاشة لا تعطى الصورة الحقيقية، ولكنها صورة زائفة بنسبة 70%».
إحصائيات تطبيقات الزواج فى مصر
حقق سوق تطبيقات المواعدة إيرادات بلغت 6.18 مليار دولار فى عام 2024، حيث يستخدمها أكثر من 350 مليون شخص حول العالم، ويدفع حوالى 25 مليون شخص مقابل الحصول على ميزات.
ووفقا لموقع statista للأبحاث السوقية، فمن المتوقع أن تصل إيرادات تطبيقات التعارف فى مصر، خلال 2025، إلى 46.62 مليون دولار كما شهد سوق خدمات المواعدة فى مصر نموًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ظهور العديد من التطبيقات ومواقع المواعدة وتغيير أنماط الحياة فى مصر ساعد على ذلك.
ومع استمرار تطور المعايير المجتمعية والتقدم التكنولوجى، من المتوقع أن يتوسع السوق أكثر وأكثر.
وبين من وجدت فارس أحلامها عبر التطبيقات، ومن خرجت من التجربة بخيبة أمل ويأس، تبقى رحلة البحث عن العريس على التطبيقات انعكاسا لتغيرات اجتماعية وتطور التكنولوجيا، لذلك يجب طرح السؤال.. هل نحن مستعدون لتقبل هذه الوسيلة للزواج المحفوفة بالمخاطر وغير الخاضعة للرقابة؟
