محمود عبدالراضى

الزوجة الصالحة.. الرزق المنسي

الأربعاء، 03 سبتمبر 2025 10:26 ص


الرزق في ظلال المال فحسب، خطأ كبير يقع فيه كثيرون، فالرزق أعمق وأوسع، وأحد أبهى أوجهه هو الزوجة الصالحة، ذلك الرزق المنسي الذي ينسى الناس قيمته مع زحمة الحياة وضجيج المصالح.

الزوجة الصالحة ليست مجرد شريكة حياة، بل هي البذرة التي تُزرع في تربة البيت فتثمر محبةً وسلامًا واستقرارًا، هي التي تبني جدران العائلة على أسس من الحنان والتفاهم.

في زمن تكثر فيه الخلافات وتهتز فيه العلاقات، تبقى الزوجة الصالحة الجسر الذي يصل بين القلوب، والملجأ الآمن الذي يفر إليه الزوج في ساعات الضعف، لا ترفع صوتها، ولا تصر على رأيها بلا حكمة، بل توازن بين الحزم واللين، بين الإصرار والتنازل، فتخلق بذلك مناخًا من المرونة التي تصنع الفارق الكبير في حياة كل بيت.

هي ليست فقط رفيقة درب، بل هي رائدة عمل مشترك، تبني مع زوجها بيتًا لا يتزعزع، بيتًا يعج بالمودة والرحمة، حيث يُربى الأبناء على القيم والأخلاق قبل أن تُزرع في نفوسهم الطموحات والأحلام، هي التي تشارك، لا تفرض، وتحاور لا تصادر، فتكون شريكة في كل خطوة، سواء في الفرح أو في المحن.

الزوجة الصالحة تحمل في قلبها أمانة كبيرة، أمانة الحب والصدق والوفاء، وهي الرزق الذي لا ينضب، إذ لا تقاس قيمتها بما تملك من مال، بل بما تمنحه من دفء واستقرار، هي التي تتحمل صعاب الحياة مع زوجها، فتُخفف عنه أعباءها وتُشعل شمعة الأمل في ظلمات الأيام.

وإذا كان المال يشترى الأشياء، فإن الزوجة الصالحة تشتري القلوب، وتزرع الأمل في النفوس، وتبني عوالم من السعادة بعطاء لا حدود له، هي الرزق الحقيقي الذي يجعل من البيت ملاذًا حقيقيًا، ومن الحياة رحلة تستحق العيش.

الزوجة الصالحة هي الرزق الذي لا يُنسى، الذي يبقى أثراً لا يُمحى في حياة الزوج وأبنائه، هي تلك النعمة التي لا تقدر بثمن، ولا يُقاس جمالها إلا بصفاء القلوب التي تعيش تحت سقف واحد، ينعم فيها الجميع بالحب والطمأنينة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب