تشهد الصادرات الإسرائيلية إلى الاتحاد الأوروبي تراجعاً غير مسبوق، بعد الأزمة المفاجئة التي طالت قطاع أشباه الموصلات في أيرلندا، والتي تُعد مركزاً رئيسياً لصناعة الرقائق الإلكترونية في أوروبا، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
ووفقا تقارير اقتصادية أوروبية، فإن الأزمة التى بدأت مع تعطل خطوط إنتاج كبرى الشركات متعددة الجنسيات في دبلن بسبب نقص المواد الخام وارتفاع أسعار الطاقة، انعكست بشكل مباشر على سلاسل التوريد التي تعتمد عليها إسرائيل فى إعادة تصدير منتجات تقنية متطورة إلى الأسواق الأوروبية.
وبحسب محللين، فقد تراجعت صادرات إسرائيل من المكوّنات الإلكترونية بنسبة تتجاوز 30% خلال الربع الثالث من العام، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على الميزان التجارى مع الاتحاد الأوروبى، الذي يُعد أحد أهم شركائها التجاريين.
ويرى خبراء أن الأزمة مرشحة للاستمرار فى حال لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة لتأمين بدائل للرقائق الأيرلندية، خاصة أن الصناعات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية تعتمد بشكل كبير على هذه الواردات.
من جهتها، حذرت دوائر اقتصادية أوروبية من أن استمرار الأزمة قد يدفع بعض الشركات داخل الاتحاد إلى البحث عن بدائل خارجية بعيداً عن إسرائيل، بما فى ذلك التوجه نحو آسيا أو الولايات المتحدة، وهو ما يهدد مكانة تل أبيب كسوق رئيسي في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات تأتي فى وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل ضغوطاً سياسية متزايدة داخل أوروبا على خلفية حرب غزة، ما يزيد من تعقيد وضعها الاقتصادي والتجاري في القارة.