لم ينافس أحدٌ "أم كلثوم" في الخلود بين الأجيال المتعاقبة سوى الرئيس جمال عبد الناصر، الذى يطل علينا طيفه اليوم في ذكرى وفاته، 55 عامًا مرت ومازال الرجل محورًا للجدل وملكًا للترند ويزوره الناسُ عند قبرِه، لتزداد الشكوك بأن المصريين هم الذين اخترعوا نظرية "الحب أعمى"، وليس شكسبير، فأي شخص يُنَصِبه الكادحون من المصريين زعيمًا، يُصبح بالضرورة رمزًا يمكن مسامحته دون التساهل مع من ينتقده، بهذا الحسم أحب الناس "أبو خالد" وغفروا له النكسة وجعلوه محصنًا ضد الإدانة التاريخية، ليس فقط لأنه صاحب كاريزما وحضور طاغ، لكن لأنهم -هم فقط- الذين رفعوه على الأكتاف، ولا يحق لأحد، حتى كاتب التاريخ نفسه، أن يسلبه تلك المنزلة.