تنفرد واحة سيوة، بالحفاظ على النسق المعماري التراثي، للحفاظ الطابع البيئي والتراثي الذي يميزها على مدار التاريخ، حيث يتم بناء المنازل والمنشآت العامة والخاصة، خاصة الفنادق والمنتجعات السياحية والكامبات، وسط مزارع النخيل والزيتون باستخدام مادة الطين الممزوج بالملح والذي يطلق عليه اسم " الكرشيف"باللهجة الأمازيغية التي يتحدث بها أهالي سيوة إلى جانب اللغة العربية.
وتميزت الواحة باستخدام هذه المادة دون غيرها، وهي مادة بيئية تتماشى مع طابعها المعماري والتراثي، وهو التوجه الذي دعمته الدولة بقرارات رسمية بالالتزام بالطابع البيئي للواحة، مع تحديد قيود ارتفاع المباني.
وتتوحد الرؤية البصرية لمعظم منازل الواحة، من حيث الشكل الخارجي والمواد المستخدمة في البناء، ويتم بنائها من طابق واحد أو طابقين، وقد يلجأ البعض لإنشاء المباني بمواد البناء الحديثة مع الالتزام بتنفيذ واجهاتها على نفس النسق المعماري باستخدام مادة " الكرشيف"، مع الالتزام بنفس الارتفاعات.
مادة الكرشيف
أكد محمد عمران مسئول جمعية سيوة تنمية المجتمع وحماية البيئة، أن سبب اختيار السويين القدماء لمادة الكرشيف، لتميزها بخصائص تتناسب والبيئة المحيطة، والعوامل الجوية والمناخ الحار جدا صيفاً والدافئ شتاءًا ، حيث تحافظ المواد المستخدمة في البناء على درجة حرارة المبنى صيفًا وشتاءً.
وأشار إلى أن وحدة الطابع للعمارة السيوية، من أهم ما يميز واحة سيوة، حيث يتم استخدام مادة الكرشيف، يتم جلبها من البحيرات الملحية، أو الطبقة القشرية للأراضي غير المستصلحة، وهى مزيج من الملح والطين.
ويستخدم أهالي الواحة "الكرشيف" في البناء، منذ مئات السنين، ومازالوا يستخدمونها في البناء حتى الآن، رغم تطور مواد البناء ومواد الطلاء، لكن الأهالي يفضلون الخامات البيئة، وهناك العديد من المنتجعات والفنادق السياحية، تم إنشائها بنفس المادة والطابع، وكذا بعض المنشآت الحكومية مثل فرع بنك القاهرة، ومكتبة مصر العامة، ومتحف البيت السيوي، ومركز سيوه للتوثيق الحضاري والطبيعي، والمبنى الإداري لمحمية سيوة الطبيعية.
بوابة مدخل الواحة متماشية مع طابع الواحة المعماري
كما تم تصميم وتنفيذ بوابة مدخل الواحة، متماشية مع طابع الواحة المعماري باستخدام مادة الكرشيف والطفلة وجذوع النخيل، وهى العناصر المعمارية البيئية بسيوة، للتماشى حضاريًا وثقافيًا وتاريخيًا مع واقع وتاريخ سيوة.
كما شهدت السنوات الأخيرة، تنفيذ المشروع الأثري البيئي، لترميم وإحياء قلعة شالي القديمة، التي تقع أعلى جبل يتوسط الواحة، حيث تم تنفيذ أعمال الترميم وإعادة تأهيل المسجد العتيق، وتأهيل سور الحصن ومباني المنازل الأثرية داخل حصن شالي، باستخدام مادة الكرشيف.
وذلك من خلال بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار والمركز الثقافي البريطاني، لإنقاذ ما تبقى من حصن ومدينة شالي القديمة، وإقامة ما تهدم منها وترميم مبانيها، وتم إسناد عملية الترميم لشركة متخصصة في العمارة البيئية، وتم تنفيذ مشروع ترميم وإنقاذ شالي، بأيدي أبناء سيوة من البنائين والحرفيين المهرة.
قلعة ومدينة شالي القديمة
يذكر أن قلعة ومدينة شالي القديمة تقع وسط واحة سيوة، ومقامة على مساحة 10 أفدنة، واستغرقت أعمال ترميمها حوالي 4 سنوات، تضمنت أعمال الترميم إزالة الأنقاض المتهالكة من المنازل القديمة بالقلعة، وفتح الشوارع والأزقة والممرات واستكمال المنازل والمباني المتهدمة، باستخدام نفس مادة البناء القديمة " كرشيف ".
وتعد مدينة "شالي" من أشهر معالم سيوة الأثرية، والتي لا يوجد لها مثيل في مصر أو العالم، وتم إنشائها أعلى جبل شالي، ليزيد من تحصينها وحماية سكان الواحة قديماً من أي هجوم، حيث يحيط بها سور يسمى"الباب إن شال" باللغة الأمازيغية بمعني "باب المدينة"، وفي الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع العتيق، الذي تم ترميمه وافتتاحه مع بدء الأعمال.
وتعد شالي من أهم المواقع الأثرية الإسلامية بالصحراء الغربية ، ويعود تاريخ إنشائها 1203 ميلادية، وبدأ السكان في هجرها عام 1820، إلى أن تركوها بشكل نهائي عام 1926، بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت في تهدم معظم مبانيها.
احد اشهر واغلى فنادق سيوة على الطراز البيئي

احد فنادق سيوة على الطراز البئي - سيوة

احد مباني شالي القديمة في سيوة
اعمال ترميم حصن شالي عام 2018

بوابة مدخل سيوة

حديقة مدينة سيوة على الطراز البيئي
حصن شالي القديمة والمسجد العتيق

حصن شالي في واحة سيوة
خلال ترميم شالي بايدي ابناء سيوة

سيوة تحافظ على طابعها البيئي

سيوة شالي سيوة
شالي ضمن التراث العالمي

شالي مدينة تاريخية داخل حصن

شالي وسط واحة سيوة

مباني قلعة شالي وبعضها يسكنه الأهالي حتى اليوم

مدخل حصن شالي في سيوة

مدخل قلعة شالي الأثرية

مكتبة وحديقة سيوة على الطراز البيئي