أكرم القصاص

مصر والعرب والعالم و«الوحدة» والطريق إلى الدولة الفلسطينية

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 10:00 ص


توالت اعترافات دول العالم بالدولة الفلسطينية، لتبدأ رحلة صعبة لكنها تنتهى إلى الدولة الفلسطينية، حيث اعترفت 157 دولة من أصل 193 بفلسطين كدولة ذات سيادة، عضو فى الأمم المتحدة، بنسبة تتجاوز 81٪ من جميع أعضاء الأمم المتحدة بعد أن ظلت فلسطين دولة مراقبة غير عضو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نوفمبر 2012.


والواقع أن الموقف العربى انطلق من تناغم وتنسيق، حيث لعبت المملكة العربية السعودية دورا مهما مع فرنسا فى الطريق لمؤتمر تسوية القضية، من أجل الدولة الفلسطينية، مما يجعل هذا الاعتراف بداية مهمة ونتاج جهد سنوات وعقود، إلى جانب جهد وإصرار مصر والدول العربية خلال عامين، رحلة تبدأ وليست نهاية.


شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة سعودية- فرنسية مشتركة، حيث أكد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة فى كلمته، أن إقامة دولة للفلسطينيين ليست مكافأة وإنما حق، وفى كلمة ألقاها وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، نيابة عن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، أكد أن «تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والعادل فى المنطقة، مشيرا إلى أن الاعترافات المتتالية تعكس إرادة المجتمع الدولى فى إنصاف الشعب الفلسطينى وترسيخ حقه التاريخى والقانونى، وفق المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية».


أشاد الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، الذى ظهر فى المؤتمر عبر تقنية الفيديو، بالوساطة المصرية القطرية الأمريكية، وثمّن مواقف مصر والأردن «فى رفض التهجير»، وأشاد بالدور السعودى، وشدد على أنه لن يكون لحماس دور فى حكم غزة، وأن عليها وغيرها من الفصائل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، مؤكدا أن الفلسطينيين يريدون دولة فلسطينية غير مسلحة.


قبل إعلان اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية، صرّح الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، أمام الأمم المتحدة، بأن الوقت قد حان لوقف الحرب فى غزة وإطلاق سراح الرهائن الـ48 المتبقين لدى حماس، وأضاف أن العالم على بُعد لحظات قليلة من فقدان القدرة على انتزاع السلام: «لم نعد قادرين على الانتظار».


بينما قال العاهل الأردنى، الملك عبدالله: «منذ عامين نشهد مستوى مروعا من سفك الدماء والدمار فى غزة فى انتهاك صارخ لقيمنا الإنسانية المشتركة»، مضيفا أن الحرب فى غزة لا بد أن تنتهى وأن تتدفق المساعدات دون عوائق.


وقد بدأت قوة الموقف الفرنسى، أثناء وبعد زيارة الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، لمصر، ومشاهدته حجم الجهود المصرية شعبيا ورسميا للقضية، ولمواجهة العدوان ومخططات التهجير، وبدا واضحا أن فرنسا باتت أكثر تفهما للموقف المصرى العادل من القضية الفلسطينية، لكون فرنسا طرفا فاعلا فى أوروبا والدول الكبرى والنظام العالمى، وبدأت التصريحات الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.


بالطبع، فإن توالى الاعترافات بالدولة يواجه معارضة أمريكية ورفضا من قبل الاحتلال، لكن ذلك يمثل بداية لطريق أطول يتطلب انتباها وتجاوزا لمراحل وخطوات لم تؤد إلى نتائج.


طريق طويل وصعب، لكنه ينتهى إلى نتيجة مهمة، هى الدولة الفلسطينية، حيث تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية أهمية السعى للتوحد فى مواجهة القادم، سواء إعمار غزة أو مساندة الدولة، لأن الفرقة والانقسام لم تنتج سوى الضياع والتفكك والضعف.


تمسكت مصر بالمصالحة، وعقدت عشرات الجلسات لإتمامها، حتى يذهب الفلسطينيون معا إلى أى اتجاه مع تمسك مصر بالهدف الأساسى، حل الدولتين، وهو ما أعلنه الرئيس السيسى فى كل الاتصالات واللقاءات، وأن تنتهى المراهقة أو الادعاءات والشعارات الفارغة، لأن هذه الموجة من الحرب تمثل تحولا كبيرا فى تاريخ المواجهات، وتفرض على الجبهات والفصائل الفلسطينية ضرورة تغيير تكتيكات العمل، وأهمها التمسك بوحدة الفلسطينيين، وتغيير التحرك بتوزيع الجهود وأشكال المواجهة، لتكون خليطا من الكفاح والعمل السياسى، وأن يتم استيعاب التنوع داخل الفصائل الفلسطينية بشكل يتجاوز الأشكال السابقة من العمل والإصرار على السير نحو دولة فلسطينية، التى تحظى بتأييد دولى وتعاطف يتطلب توظيفه ضمن عمل مشترك بعيدا عن الصراعات.


الآن، هناك ضرورة لإعادة بناء الأفكار بعيدا عن توازنات وعلاقات أضرت بالقضية التى رهنها البعض لدعم مصالح ومطامع إقليمية وانتهت بالتراجع.. إنها بدايات الطريق إلى الدولة والوحدة.

p.6



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب