يعرف معظم الناس ألبرت أينشتاين كوجه عبقري، لكن هذه الشخصية الشهيرة كانت أكثر بكثير من مجرد إنجازاته الرائدة في الفيزياء، فقد كان العالم الألماني المولد، والحائز على جائزة نوبل، فضوليا، عطوفا، ومتمسكا بالمبادئ، كما فكر بعمق في معنى أن يعيش الإنسان حياة هادفة وأخلاقية.
لم تكن هذه مجرد أفكار نظرية، بل كانت مبادئ توجيهية ألهمت الكثير مما فعله وتحدث عنه، إليكم دروس حياتية مستخلصة من بعض حكم أينشتاين التي شاركها على مدار 76 عامًا، وفقا لما ذكره موقع هيستوري فاكت
الخيال هو المفتاح
عندما سئل أينشتاين في مقابلة عام 1929 عن سر اكتشافاته العلمية، أرجع ذلك إلى سمة قد تبدو مفاجئة وهى "الخيال"، وقال لصحيفة ساترداي إيفنينج بوست: "الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة محدودة، بينما الخيال يحيط بالعالم أجمع".
تجارب أينشتاين الفكرية الشهيرة، مثل تخيله نفسه يتسابق بجانب شعاع ضوء وهو في السادسة عشر، أوضحت أن تصور المستحيل قد يكشف عن حقائق علمية جديدة، كما أن أنشطته الأخرى، مثل العزف على الكمان أو الإبحار، منحته مساحة لإطلاق العنان لخياله، بالنسبة له، لم يكن الخيال هروبا من العلم، بل عنصرا أساسيا في إنجازاته.
ابق فضوليا
الفضول بالنسبة لأينشتاين لم يكن مجرد طرح الأسئلة رغم أنه كان يكثر منها، بل كان أيضا انفتاحا على التغيير ووجهات النظر الجديدة طوال حياته، وقد اشتهرت عبارته: "ليس لدي موهبة خاصة.. أنا فقط فضولي بشغف".
هذا الفضول ساعده على التشكيك في افتراضات راسخة حول الكون، فقلب مفاهيم المكان والزمان بنظريته النسبية، وأعاد تصور الجاذبية، وناقش نقديا نظرية الكم الناشئة، امتد فضوله كذلك إلى الفلسفة والأدب والموسيقى والقضايا الاجتماعية، مؤكدا أن التعلم لا حدود له طالما واصلنا طرح الأسئلة وتقبلنا غير المتوقع.
اجتهد أن تكون ذا قيمة أكثر من أن تكون ناجحًا
في مقابلة عام 1955 حذر أينشتاين من قياس الحياة بالمكانة أو الألقاب، وقال لمجلة لايف: "حاول ألا تكون رجلا ناجحا، بل رجلاً ذا قيمة".
وأوضح، يعتبر ناجحا من يحصل على أكثر مما يبذل، أما الرجل ذو القيمة فيعطي أكثر مما يأخذ، وتجسد هذا المبدأ في حياته، إذ استغل نفوذه لخدمة قضايا مثل مناهضة العنصرية، والدعوة إلى السلام، ودعم العلماء الشباب، حتى مساهماته العلمية لم تكن مدفوعة بالشهرة الشخصية، بل برغبة في توسيع فهم البشرية للكون، وكتب في رسالة عام 1947: "لا شيء ثمينا حقا ينبع من الطموح أو مجرد الشعور بالواجب، بل من الحب والإخلاص للإنسان وللأشياء الموضوعية".
اتبع حدسك
كان أينشتاين يثق بحدسه حتى قبل أن تتوافر لديه الأدلة الكاملة، وصرح لـساترداي إيفنينج بوست: "أؤمن بالحدس والإلهام، أشعر أحيانًا أنني على صواب، ولا أدري إن كنت كذلك".
هذه الانطلاقات الحدسية، التي خضعت لاحقا لاختبارات دقيقة، كانت الشرارة وراء أعظم أفكاره، ومنها نظرية النسبية، حتى مساره المهني اتبعه بحدس، فبعد صعوبة في الالتزام بالمسار الأكاديمي التقليدي، عمل في مكتب براءات الاختراع السويسري، حيث أتاح له الهدوء ساعات طويلة للتأمل والتفكير.
كان أينشتاين يرى أن الحدس ليس ضعفا في غياب الأدلة، بل هو الشرارة الأولى التي تفتح الطريق لاكتشاف آفاق جديدة